من كتاب الأفاكيه والنوادر .. لـ د عبدالله الرشيد ..
---------
( إيراد القواعد المضمنة في الشعر )
قال : " وهذا مما تزخر به كتب الأدب ودواوين الشعر ، وسوف أورد من نماذجه ما أراه كافيَّاً فمن ذلك قول أبو الفتح البستي :
عُزلْتُ ولم أذنب، ولم أكُ خائناً 0000 وهذا لإنصاف الوزير خلافُ
حذفْتُ وغيري مثبتٌ في مكانه 0000 كأنيَ نون الجمع حين يُضافُ
والتشبيه هنا واضح ودقيق ، فيه إشارة إلى أن نون جمع المذكر السالم تحذف عند الإضافة ، فكلمة مدرسون مثلاً تصبح بعد الإضافة مدرسو اللغة . فتذهب نونها .
ومن هذا قول بعضهم متغزِّلاً :
علمته باب المضاف تفاؤلاً 000ورقيبه يغريه بالتنوينِ
ذلك أن التنوين لا يجتمع مع الإضافة .. وأعمقُ من ذلك قول أحدهم هاجياً :
لنا صديقٌ له خلالٌ 000تنبئُ عن أصله الأخسِّ
كان له مثل (حيثُ) كفِّ000 وددتُّ لو أنها كـ ( أمسِ )
فكف هذا الصديق مثل( حيث ) التي تلزم البناء على الضم فكفه مضمومة مثلها ، يريد أنه بخيل .ثم يود لو كسرت هذه الكف ذلك أن كلمة أمس تلزم البناء على الكسر ."
ص 28-29