سينٌ من الناس
شعر
أحمد العسكري
أسعى لبدري ويسعى بي الى أُحُدي
ياليتَ رأسيَّ مفصولٌ عن الجسَـــدِ
حملتُــــهُ ألفَ عـارٍ فوق ناصيتي
مثلَ الحــواريِّ مصلوباً على وَتَدِ
أهفو لنصريَّ حتى كِدتُ أُدرِكُـــهُ
يشُدني حبلُهُ المصنوع من مَسَدِ
يارأسيَّ الشارِدَ المهجور يا ألماً
مهما بحثتُ برأسي عنهُ لم أجِدِ
أريدُ نصراً ولو في حضنِ غانيــــــةٍ
مادامت السوحُ كالمبغى فخُض وزِدِ
كل الهزائِمِ في صدري قد احتشَدَت
زَنَت بقلبي وأسقت سُمها كبِــــدي
أدمانيَّ الهجرُ ويحَ الحادِثـــــات ألا
أدمانيَّ القربُ من أهلي ومن بلدي
معلقٌ في خطوط الطول أذرعُها
ذرع الغريب وأحدو بالهمــــومِ حـــدي
وأسألُ الناس عني هل تُرى وجَدوا
حــلاً لعقـــدي وتأويلاً لِمُعتقَـــــدي
مالي تُكسِّرُني المــــراة حين تَــــرى
وجهي أتِلكَ الشظايا حاضري وغدي
لو قُلتُ شعراً يُصَمُُّ الخلقُ أجمعهم
وان سكتُّ يصيح الناسُ بي أعِــدِ
أنأى بنفسيَّ عنها لستُ أعرفُني
صناجةُ الشعر أم قيثارة النكـــدِ
أنا فلانٌ جـــوازي لستُ أحمِلـــــــهُ
سينٌ منَ الناس مطروحٌ من العددِ
أنا اذا عُــــدت الأحيــــاءُ لاأحــــــــدٌ
وتأنف الروحُ يومَ الحشرِ من جسدي
وأُشبِه الذلَ كم ساءلتُهُ زمناً
أ والدي أنتَ ياذُلايَ أم ولدي
أنا انكسارُ يتيمٍ يومَ فرحتــــــهِ
بمقدمِ العيد..مفطومٌ على الكمَدِ
شخصٌ ولكنِ لاشخصاً بداخلـــهِ
لاشيءَ يسكنُ في أعماقِ لا أحَدِ
لمّا ولدتُ استجابَ الناس أجمعهم
لكن أُميَّ لم تسمع صدى الولـــــدِ
قد كنتُ أصرُخ كالمذبوح منتحباً
بحقِ طُهــــرِكِ يا أُمــــاه لا تَلِدي
سألتُ عني سجلات النفوس فلم
أعثُر لنفسي على نفسٍ ولم أجِدِ
لاشيءَ عني سوى حُكم لمحكمةٍ
بتهمةِ الجسدِ المفقود من لحِدي
دمي المُعتقُ مطلوبٌ بما اقتَرَفت
كل السلالاتِ من إثــمٍ ولم تَعُـــدِ
أُصافِحُ الموت لكني أُصافِحُهُ
علّي أُأجِلُـــهُ من راحـــةٍ ليَدِ
انا المُسيَّرُ ماخُيِّـــرتُ في قَـــــدَرٍ
لم أنتَخِب لم أرى الأخبار لم أُرِدِ
عاشَ الرئيسُ برأسي كالسُبات فلم
يُحرر الروح أو يُطلق يدَ البلَــــــدِ
عاشَ الرئيسُ فإني صرتُ أُشبِههُ
عساهُ يبقى على عُنقي الى الأبَـــدِ