حلمٌ طفولي
ارتطمت والدتي بقلعة إصراري على مرافقتها ووالدي إلى حفل الزفاف لاسيما وأنني رسمت خيالات الفرح بدقة في صالة الفندق الفخم في المدينة , لم تنجح كل محولاتهما بإقناعي في الجلوس مع جدتي أو تعوضي بالكثير من الحلوى والدمى بإثنائي عن إصراري على تحقيق حلمي بالفرح , وقبلت كل الشروط بالتزام كل الطقوس والشروط القاسية للمعاهدة التي تصب في خانة " برستيج " العائلات المحترمة ,
ارتديتُ ثوباً عرائسياً وزينت شعري بوردتين حمراوين , كادت والدتي تقضمُ خدي وهي تقبلني وخشيتُ أن يقفز الدمُ من وجنة والدي وهو ينظر إلي قائلا :
- الحمد لله ....ملاكٌ فر من السماء وهبط إلى الأرض .
لم يخشَ على بذلته الجديدة وراح يطيرني عالياً ويهوي عليّ بقبلاته الشرهةَ حتى توردّ خدايّ كما الورد على رأسي .
استقلينا مركبتنا واخترقنا الشوارع المزدهية بألوان المصابيح وأعمدة الإنارة المبتهجة بزفاف خالتي , دخلنا صالة الفندق الأفخم في المدينة وتوالى حضور الفرح مع المدعوين وبدأت الموسيقا تعزف ألحانها قبل أن يذهلني صوت بممممممممممممممممممممممم
أغمضت عيناي وفتحهما فوجدتني وحيدة ًفي غرفة العناية الحثيثة مرتديا " مريول" العمليات والكثير من الخراطيم والأسلاك موصولة بجسدي الذي اجتاحته حمرة وردتي المفقودتين .
فرملة
غرد صوت البلبل من هاتفة الجوال ليتوقف عن تحميل الأدوات الموسيقية في المركبة التي ستقلني وبقية فرقتنا إلى الحفلة الكبرى لتنقلنا من مرتبة العازفين الهواة إلى مرتبة العازفين المحترفين ,
تجهم وجههُ عندما أطل عليه صوت والدتهِ الباكي يخبره بسوء حالة شقيقة الذي كان ضحية سائق أرعن وعليه إلقاء النظرة الأخيرة عليه في المشفى .
اعتذر من زملائه ِ واستقل احد مركبات الأجرة طائرا إلى حيث ينتظر شقيقه و"عزرائيل " , دلف من البوابة الرئيسة مسرعا قبل أن يفرملهُ رجل الأمن بانتهاء موعد الزيارة , ذابت ساعة من الزمن في إقناع البواب بضرورة الدخول إلى غرفة عزرائيل المتربص بالرجل المدد على السرير .
أكمل صعود السلالم ليصل مقصده ويجد أن شقيقه قد نقل إلى قسم الجراحة بعدما استقرت حالته وأنه سيفيق بعد انتهاء مفعول المخدر ,
حمد الله كثيرا بمغادرة عزرائيل المكان, انسحب إلى قاعة الانتظار, بدأ ينفثُ دخان سيجارته قبل سقوطها من بين أنامله وهو يتابع أخبار النبأ العاجل على شاشة التلفاز
" انفجار يهز أضخم فنادق المدينة ويوقع عدداً كبيراً من القتلى في حفلة زفاف "
صلاة
تذكر أن عليه أداء صلاة المغرب قبل دخول وقت صلاة العشاء , ترك قاعة الاستقبال الغاصة بضحكات الفرح المنطلقة أفواه المدعوين للفرح , دلف إلى حمامات الفندق ليجدد وضوئه , أقام الصلاة فى احد الأركان الهادئة , قرأ الفاتحةَ , ركع , سبح لله العظيم وهو يسند قامته قبل صوت " البمممممممممممم" .
غاب عن الوعي ليفيق بعد ثلاثة ساعات في المشفى الخاص , على صوت البيان الذي تبثه احد الجماعات على القناة الفضائية يقول : "أنها أنجزت وبكل فخر تدمير أحد معاقل الكفر والرذيلة "؟؟؟؟