قُل للتي ثَوبُ الكرَامَـةِ عُرسُهَـا
والعُـرسُ يـا بغـداد للفُرسـانِ
قُلْ للفُـراتِ بـأن مـاَءكَ زَمْـزَمٌ
واشتدَ بي ظمـأ ٌ مِـن الأحـزَانِ
قُلْ للرشيدِ بأن صَوتَك لَـمْ يـزلْ
فوقَ السحابة في رُبـا الأوطـانِ
قُلْ للعراقييـنَ يَـا أهـلَ النـدَى
أنا مَا نَسيتُ بأرضِكـم عُنوانـي
أنا نَيْنَوىالعُظمى وتاريـخُ الوفَـا
وحضـارةُ الآشـورِ والكِـلـدَانِ
أنا بصرةُ الحسنِ التقـي ومعهـدٌ
أنَـا قلعـةٌ.. للعلـمِ والإيـمـانِ
أنا في ضِفافِ الأعظميـة حَنْبَـلٌ
حَفِظَ الحديـثَ بمُنتَهـى الإتقـانِ
أنا في رُبـوعِ الكاظميـةِ كاظِـمٌ
مِن ألِ بيتِ المُصطفَـى العدنَـان ِ
أنَا في المدائنِِ حيثُ كِسرَى قد خَبَا
وشُقوقُ جُندِ اللهِ فـي الجِـدرانِِ
أنا فـي لـواءِ القادسيـةِ مَالِـكٌ(1)
وبدا سُقوطُ الفُرسِ فـي الميـدانِ
أنا في حدائقَ بابِل العُظمـى أرَى
عَجَبَاً صعودَ الماءِ في الأغصـانِ
أنا في نَخيلِ الفَاوِ تَمْـرُ عُروبَـةٍ
وبشَهربانَ ... حدَائـقُ الرُمَّـانِ
أنا في صلاحِ الدينِ حَيٌ لَـمْ أزَلْ
ويَخافُ قبـري طغمـةُ الجُـرذَانِ
وأمُرُ مِن طيـفٍ علـى أحلامِهـم
ليـلاً فأُسْقِـطُ فَوْقََهـم بُركَانـي
الرُعـبُ يَسكُنُهـم إذا صَادَمْتُهـم
باسمي كأنَّ الصادَ صوتُ الجَـانِ
قَسَمَاً بمَن وهَبَ الشهيـدَ مكانـةً
قَسَمَاً بمَـن فـي حُبِِِّـهِ أبكانـي
قَسَمَاً بمَن في القلبِ نَبْضُ وفائِـهِ
قَسَمَـاً بهـذي الأرضِ بالإنسـانِ
أنَّ العراقَ الليثَ لا لـن ينحنـي
يَومَـاً لأهـلِ الشِّـركِ والأوثـان
ولسَـوفَ أُعلِنُهَـا بـأنَّ عِرَاقَنَـا
فَجْرَاً سيَهـزِمُ دَوْلَـةَ الخصيَـانِ
ثروت سليم
القاهرة في 28/10/ 2008
مالك: هو أبو محجن الثقفي(1)