المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف أبوسالم
رزان
مساء الورد
يحث ممتاز..يلقي الضوء على سيرة ابن زيدون الشاعر الأندلسي الكبير
الذي كتب لنا أروع القصائد الوجدانية مستلهما في ذلك حبه لولاده واضطراب العلاقة بينهما
وكذلك سيرة ولادة تلك الشاعرة الفاتنة التي حارت المصادر في تقييمها بين مستهترة ومريضة نفسية وعفيفة
وتلقي الضوء أيضا على علاقة ابن زيدون بولادة والمراحل التي مرت بها وما نتج عن ذلك من إبداع شعري ممبز لعل أروعه على الإطلاق هو القصيدة النونية الشهيرة
أضحى التنائي ....
ولولا اضطراب علاقة ابن زيدون مع ولادة ..لما كنا قرأنا هذه الرائعة التي ما كتبها ابن زيدون إلا نتيجة ابتعاد وهجر ولادة له
فراح يشكو بصدق منقطع النظير لواعج قلبه بهذه القصيدة
وهنا ....( نشير إلى أهمية المرأة في حياة الشاعر ) وهو أمر سنأتي إليه لاحقا
على أنني ومن خلال دراسة حياة ابن زيدون وولادة ..وعلاقتهما
أميل إلى القول باستهتار ولادة ..واتباعها للتحلل الزائد في حياتها وعلاقاتها وهو أمر تؤكد عدة مصادر
ويمكن استنتاجه مما يلي ..
إن البيئة والأسرة التي عاشت بها ولادة أسرة متفككة وأب سكير مستهتر بدوره يقضي أيامه كلها بالخلاعة والمجون ..والملذات..وهذه إشارة أولى
وكذلك فلم يعرف عن ابن زيدون حبه أو سعيه وراء جارية كما تقول ولادة وتدعي أن هذا هو سبب انفصالها عنه ..فلا علاقة ولا إشاعة ولا ارتباط فكيف يمكن تصديق مثل هذه القصة التي اختلقتها ولادة
وأغلب الظن أن ولادة من النوع الذي كان بتلذذ بتعذيب الرجال وخاصة محبيها ..فكانت علاقتها مع ابن زيدون مضطربة متذبذبة وكان انفصالها عنه غير مبرر على الإطلاق
إذ لا تكفي تلك الإشاعة عن تفضيل ابن زيون جاريتها عليها ..
ويقتضي منطق الأمور أن نقول أن ابن زيدون وهو يحب ولادة ذات الجمال والثقافة الباهرة والشخصية الآسرة
وهو من هو أكان ممكنا أن بفضل عليها جاريتها ...
لا أظن ذلك ..لكن ولادة كانت تستعذب ملاوعة الرجل وخصوصا أنها متيقنة تماما من حبه الطاغي لها
ومما يدل على خواء قصة الجارية وضعفها أن ابن زيدون ظل حتى مرحلة متأخرة من حياته يطلب ود ولادة ويكتب فيها شعرا ويستعطفها أن تعود إليه ويوسط آخرين كي يقتعوها بذلك ولكنها ترفض كل هذا فأين الجارية المزعومة من هذا كله ..
ويحفل التاريخ بالكثير من النساء اللواتي كن يستعذبن حب الرجل لهن فكيف بشاعر بحجم ابن زيدون .. وولادة واحدة من أشهر الأمثلة الساطعة على ذلك ...
ومايهمنا بعد ذلك ما نتج عن تلك العلاقة باضطرابها واقترابها من إبداع شعري ما زال ملء السمع والبصر حتى هذه اللحظة وسيظل إلى أمد بعيد ...
شكرا لك يا رزان
وشكرا لهذا المجهود الرائع ....
الأخ الكريم الشاعر الفنان
(( يوسف أبو سالم ))
مساؤك ورد
أخي الكريم لعلي أشاطرك الرأي تماماً
فنشأة ولادة بنت المستكفي في كنف أسرة متفككة وأب سكير مستهتر
لابد بأن يلقي بظلاله السيئة على أخلاقها
كنت مصرة إلى حد كبير على ترجيح الرأي الآخر وهو الميل إلى
استهتارها ومجنونها كما ذكرت معظم المصادر
لكن دكتور الجامعة الذي درّسني مادة الأدب الأندلسي أكد لي
على أن المصادر القديمة ذكرتها عفيفة طاهرة وهذا ما ذكرته في ثنايا
هذه الدراسة المتواضعة لكنني لم أجد أكثر من مصدر يثبت ذلك حقاً
على كلٍ مازلت أنبش الكتب حول هذا الموضوع
وإذا جد جديد سأذكره هنا
أما عن علاقة ابن زيدون بولادة فلو اعتبرناها (( علاقة جائزة ))
فولادة بنت المستكفي لم تكن وفية بالمطلق لابن زيدون ولم تبادله حباً بحب
وأنا أرى أنها كانت قد أقامت تلك العلاقة مع ابن زيدون لمكانته فقط
فقد شاهدنا كيف تجاهلت ابن زيدون بعد اتهامها له بحب جارية كانت تعمل لديها
وسمحت لحبيب آخر بأن يدخل حياتها وهو ابن عبدوس
كل الشكر لك أخي الكريم على هذا الاهتمام فقد أعطيت الموضوع أكثر من حقه
تحيتي
.. (( رزان محمد )) ..