ان التاريخ لا يعيد نفسه .. ان المجتمعات والتيارات تحفر في التضاريس التاريخيه مسارات يعاد استخدامها احيانا بعد مرور الاف السنين من مجتمعات وتيارات لا تملك البعد والغنى الثقافي او الحضاره والجرأه على شق وتعبيد مسارات خاصه بها وتواكب زمنها ..
في ذلك الاجتماع الاخير بين الرئيس الراحل حافظ الاسد وبين السيد كمال جنبلاط وجه الرئيس الاسد كلاما قاسيا الى السيد كمال جنبلاط فانتفض هذا الاخير الحالم وصاحب المشروع الذي دمره دخول الجيش السوري وقال بما حرفيته ..
سيدي الرئيس انت لا تقدر حجمنا الحقيقي في لبنان .. وخرج ومن معه وكان يمكن لهذه القصه ان تمر على خير وباضرار اقل لولا ان السيد كمال جنبلاط اصدر امرا الى مليشيات الحزب التقدمي الاشتراكي بمهاجمة مواقع للجيش العربي السوري .. كان ذلك غرورا وانتقاما غبيا مما دفع بعض الضباط السوريين في لبنان الى الانتقام قبل ان يتم احتواء الموقف ..
الان يستفيد السيد وليد جنبلاط من هذا المسار التاريخي لاخراج قصة اغتيال الحريري بهذا السياق عن طريق تزييف وتضخيم الاجتماع الاخير لرفيق الحريري مع الرئيس بشار الاسد وجعله عاصفا واضفاء صفة البطوله والمواجه على رفيق الحريري بحيث يبدو الاغتيال انتقاما رئاسيا سوريا من الرجل المحرر للبنان وعروبته من الحكم العلوي في سوريا ..
ثم تم اضفاء مزيد من المصداقيه على القصه بادعاء ان الحريري كتب بخط يده مجريات اللقاء وهذا ادعاء لا يمكن القبول به وسيتم الرد عليه في حينه اذا استخدم هذا التفصيل في التحقيق القادم الى سوريا قريبا ..
ثم اعيد استخدام هذا المسار في اللقاء الثلاثي للحريري ورستم غزاله والصحفي اللبناني شارل ايوب والذي تم في منزل الحريري وتم تسجيله على اشرطة فيديو وفيه هدد رستم غزاله الحريري بمسدسه .. اذا لماذا الحاجه الى شهادة الصحفي شارل ايوب لاضفاء المزيد من المصداقيه على القصه وذلك في محاوله يائسه من ال الحريري والسعوديين في حرف مسار التحقيق بعيدا عن حقيقتين اساسيتين ..
الاولى ... الحريري هو الابن غير الشرعي للملك فهد
والثانيه ... ان السعوديين هم الممولين والدافعين لهذه الجريمه
ان مايحدث الان هو مراجعه دقيقه للاخراج النهائي لعملية اغتيال الحريري وما تلاها من اعادة توظيف وتغيير في ملامح القتله والمموليين والادله قبل اعلان ماسوف يكون مثار جدل واعادت قراءه وتحليل لزمن طويل مع ما سوف يرافقه من الضغط على نقاط الضعف في هذه الروايه الهوليوديه