|
أيها الكريم...
لعل خاطرتك هذه وليدة لحظة أصبت بها بدهشة أو صدمة ...
أقول لعل ويغلب على ظني ذلك؛إذ طبيعة الأسلوب قد تغيرت - وهو ما يحدث حين يكون البوح وقت الصدمة - فعهدي بأسلوبك أقوى من هذا بكثير...لكنها المشاعر التي سيطرت ، وأزاحت العقل جانبا ...فلم تلتفت إلى نصك فتعمل به عقلك من حيث المعنى - الذي يغلب عليه خط رمادي منكسر - ومن حيث الأسلوب - إذ قد استخدمت حروف الجر في مواضع كان غيرها من الحروف الأخرى أولى بها - ...
هذا من جانب لا أريد الإطالة فيه...
من جانب آخر ...
لم تجعل اليأس يسيطر عليك ؟!...
الحياة جميلة ؛ حتى إن كدرها الناس...
والزمن لا عيب فيه فلم دعوت عليه بالبؤس ؟!
نعيب زماننا والعيب فينا & وما لزماننا عيب سوانا
أما الناس فأصناف فيهم من يغلب عليه الخير وفيهم من يغلب عليه الشر...
ومع ذلك أكرر لك ما أقوله دائما...
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه & لا يضيع العرف بين الله والناس
ولا تنس...
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها & فرجت وكنت أظنها لا تفرج
أيضا ...
كفكف دموعك ليس ينفعك البكاء ولا العويل...
وانهض ولا تشك الزمان فما شكا إلا الكسول...
لن أطيل عليك ...
لكنك أستاذ فاضل ...
وأخ كريم...
لذا ...
أشعل شمعة في وسط الظلام...
ولا تيأس...
فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة...
وإن قفل باب فهناك أبواب...
وباب الله - سبحانه - أعظمها...
« رسائل أبي الفضل بديع الزمان الهمذاني ... | ابنة الشهباء لها كلمة !!... » |