أخي الحبيب الدكتور أبو شامة المغربي
صدفة دخلت على موضوع لقاء حواري مع الاخ الشاعر سيد سليم
فإذا بي أتفاجأ بوجود إسمي أسفل الصفحة في موضوع مماثل ضمن خانة
المواضيع المشابهة و لهذا أرجو منك المعذرة على عدم تنبهي للموضوع
و على عدم تلبيتي لدعوتك إلا بعد ما يقارب السنة ..
المعذرة المعذرة رجاءً ..
نظرا لتسرعي في الرد على دعوتك ستكون إجاباتي مختصرة جدا
و قد تكون ساذجة و غير دقيقة و لهذا أرجو اتساع صدوركم ..
و ستكون لي عودة في فرص قادمة بإذن الله ..
من هو الأخ الكريم الصقر جملة وتفصيلا؟
أعتقد أن من حقي أن أجيب : أني شاعر مغمور لا يرغب في الظهور
سؤالي الأول
ترى ما يعنيه الشعر بالنسبة إليك، وما الذي يدل عليه في رأيك؟
كأن الشعر وُلد معي فأنا لا أذكر بالتحديد العمر الذي بدأت فيه
غواية حب و كتابة الشعر .
و الشعر كما يقولون ديوان العرب فيه تاريخهم و أيامهم و نبض حياتهم
لغتنا العربية في ذاتها لغة شاعرة
و لن تترك العرب الشعر حتى تترك الإبل الحنين .
سؤالي الثاني
ما عساها تكون طبيعة اهتماماتك الأدبية؟
أنا لا أومن بأدب الصالونات التي يعيش أصحابها في أبراج عاجية
هم في واد و مجتمعهم في واد آخر..
فمكان الأدب الحقيقي هو الحياة نفسها لأنه يجب أن يكون فاعلا و مؤثرا
و هذا للأسف ما نفتقده في عصرنا و الأسباب كثيرة أخطرها لغة التواصل
إذ لا يمكن أن نتواصل مع مجتمعنا المعاصر بلغة امرئ القيس أو جرير ..
و ليس معنى كلامي أنني ضد الملتقيات بل أود أن تكون و تكثر بشرط أن
يحضرها الخاصة و العامة و ليس تجمعات يحضرها بضع أدباء يتبادلون
القبل و التصفيق ..
و هذا طبعا لا يتأتى إلا بالإشهار الجيد الذي يلعب فيه الإعلام
المرئي اليوم الدور الأكبر في التأثير .
سؤالي الثالث
هل ثمة فاصل بين الكتابة النثرية وأختها الشعرية؟
الفاصل واضح في السؤال نفسه ..
فالشعر شعر و النثر نثر و كل من يحاول اختراع مسميات جديدة
مثل القصيدة النثرية و الشعر المنثور ما هو إلا معول هدم في جسد الأدب..
و الدليل على كلامي هو هذا الأدب المريض الذي أدّى إلى انصراف المجتمعات العربية عن
الشعر و الأدب و الأدباء بصفة عامة ..
لقد خلق هذا الأدب المريض الضارب في الغموض و الهلامية هوة سحيقة
بين الأديب و مجتمعه ..
و إني هنا أتساءل لماذا يصرُّ بعض الناثرين أو الكسالى على أن يصبحوا شعراءَ
بقوة السلاح الذي هو الإعلام طبعا ( نسأل الله أن يشفيه و يثيبه إلى رشده )؟
فالنثر أيضا فن أدبي متميز لا يقل تميزا عن الشعر و فيه آفاق واسعة للإبداع
فلماذا الإصرار على هدم أسس الشعر العربي بنسب ما ليس منه إليه .. ؟؟
أعلم أن هذا الرأي لا يعجب كثيرين و قد يقال أني متعصب أو متحجر
و لن أرد على هذا إلا بكلمة قالها الشاعر نزار قباني رحمه الله :
"إني لا أطالب بأن يبقى الشعر حجرا نتحلق حوله عشرين قرنا
و أنا مع التجديد شريطة أن يمنحني هذا التجديد أرضا جديدة أقف عليها
لا أن يسلبني أرضي و يقطعَ شجرةَ العائلة التي أنتمي إليها" بتصرف .
فشعر التفعيلة مثلا قد لاقى قبولا و استحسانا و لكن أركانه
و دعائمه لم تثبت بعد و ما زال النقاش و الجدال دائرا حوله
و أنا شخصيا مع هذا التجديد و مع تثبيت دعائمه و حصر قواعده
لكن أن يأتينا جيل ينهل من تراث الآخرين و يريد أن يصنع مجدا مزعوما
على جثة تراثنا و شعرنا مرة بالشعر المنثور و مرة بالقصيدة النثرية
و مرة بالنثر الشعري .. هذا غير مقبول و هو مردود على أصحابه الذين
ستسحقهم عجلة التاريخ و ترميهم في بؤرة النسيان و كانهم لم يكونوا ..
و هذا ما بدأ بالفعل .. فالمجتمع رفضهم و انصرف عنهم و أصبحوا يتبادلون
قصائدهم النثرية فيما بينهم كما يتبادلون القُبل .
سؤالي ال
من هم الشعراء والناثرين الذين قرأت لهم أكثر من مرة؟
الشعراء الذين قرأت لهم كثير لا أستطيع حصرهم جميعا ..
ممن قرأت لهم كثيرا إلى درجة أني حفظت كثيرا منه
الشعراء الجاهليون على اختلاف قبائلهم
الامويون و بالاخص : أصحاب النقائض
العباسيون و بالاخص : أبو فراس - المتنبي - أبو العتاهيه -
الاندلسيون و بالاخص : ابن زيدون - ابن خفاجة
و شعراء العصر الحديث و المعاصر طبعا:
حافظ إبراهيم –محمود سامي البارودي - أحمد شوقي
- عمر أبو ريشة - نزار قباني – احمد مطر
أما النثر فتقريبا نفس الشيء بدءً بأصحاب الخطابة من العصر الجاهلي
و مرورا بالعصر العباسي الذهبي بالخصوص و ما رافقه من نهضة نثرية
و تجديد في فنون النثر و انتهاءً بالعصر الحديث حيث اطلعت على كتابات
مصطفى صادق الرافعي - العقاد - المنفلوطي - سيد قطب و كثير غيرهم ..
و أنا هنا لا أدعي أنني قرأت كل ما كُتب و لكني و بتوفيق من الله
استطعت أن أكوّن فكرة جيدة عن الكتابة النثرية
و أنواعها و أساليبها عبر مختلف العصور ..
و هنا لا بد ان أشير إلى أنني لم أقرأ كثيرا الآداب الأجنبية
و السبب هو إهمال و ندرة الترجمة في الوطن العربي ..
سؤالي الرابع
ما سمة الكتابات النثرية والقصائد الشعرية،
التي تجد في نفسك ميلا إلى رصدها بالقراءة، واقتفاء أثرها بالتلقي؟
أنا أميل لقراءة و تلقي كل ما هو جميل بشرط أن لا يتجرأ على المقدسات..
و أن لا يكون عامل هدم ينخر الأسس الجميلة للمجتمع الذي خرج من رحمه
بدعوى الإبداع و التطور و الحرية و التحرر ..
في حين يتغاضى عن الكوارث التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه بل و أحيانا يشجعها..
و الحمد لله أن وسيلة الانترنت قد أتاحت الفرصة لنا جميعا للتواصل و النشر ..
على أني آسفُ كثيرا على بعض ما أراه من كتابات ملؤها الأخطاء النحوية و الإملائية
بل و حتى التعبيرية (بعض الجُمل ليست جملا مفيدة فكيف يزعم أصحابها أنها أدب)..
سؤالي الخامس
ترى هل القصيدة الشعرية في حاجة إلى تذوق الأعمال الأدبية النثرية؟
إما لم أفهم مغزى السؤال و لهذا أرجو إعادة صياغته ليصل إلى فهمي المتواضع
أو أن الإجابة هي نفس إجابة السؤال الثالث .
سؤالي السادس
كيف ترى الشعر والنثر في البلاد العربية المعاصرة؟
كما أسلفت وسيلة الانترنت قد أتاحت الفرصة لنا جميعا للتواصل و النشر ..
و أصدقكم القول أني كنت متشائما كثيرا من هذه الناحية لكن الانترنت
أتاحت لي الفرصة لأعرف أن الشعر و النثر ما زالا بخير .. و أنا متفائل بهما خيرا .
ينقصهما فقط التأثير في المجتمع .
باقي الاجوبة في فرصة أخرى قريبة إن شاء الله
أشكرك جزيل الشكر أخي د.أبو شامة المغربي
و المعذرة مرة ثانية على التأخير