المرأة بمكوناتها التي فطرها الله عليها تختلف عن الرجل وذلك بما تمتاز به من عاطفة ومشاعر مرهفة لا يملكها الرجل بحكم تكوينه الذي فطره الله عليه ...
وهنا تكمن الحكمة حينما يستوعب الرجل مشاعر المرأة وأحاسيسها , ويحتويها في إطار العقل والحكمة , لا في إطار التهور والانفعال .....
والغيرة عند النساء لم تكن حديثة اليوم بل ديننا الحنيف , ونبينا الأمي يبين لنا هذه الصفة التي كانت موجودة عند أحسن نساء العالمين أمنا عائشة – رضي الله عنها – وكيف كان يتعامل معها ويحتويها معلم البشرية نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم –
ولنتأمل معا هذه الأحاديث الشريفة
عَنْ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَنَسٌ ، قَالَ:
كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَأَرْسَلَتْ أُخْرَى بِقَصْعَةٍ فِيهَا طَعَامٌ ، فَضَرَبَتْ يَدَ الرَّسُولِ ، فَسَقَطَتِ الْقَصْعَةُ ، فَانْكَسَرَتْ ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْكِسْرَتَيْنِ ، فَضَمَّ إِحْدَاهُمَا إِلَى الأُخْرَى ، فَجَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ ، وَيَقُولُ : غَارَتْ أُمُّكُمْ ، كُلُوا ، فَأَكَلُوا ، فَأَمْسَكَ ، حَتَّى جَاءَتْ بِقَصْعَتِهَا الَّتِي فِي بَيْتِهَا ، فَدَفَعَ الْقَصْعَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الرَّسُولِ ، وَتَرَكَ الْمَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَتْهَا.
كما جاء في المسند الجامع
وعن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا قالت : فغرت عليه فجاء فرأى ما أصنع فقال :
" ما لك يا عائشة أغرت ؟ " فقلت : وما لي ؟ لا يغار مثلي على مثلك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد جاءك شيطانك " قالت : يا رسول الله أمعي شيطان ؟ قال : " نعم " قلت : ومعك يا رسول الله ؟ قال : " نعم ولكن أعانني عليه حتى أسلم " .
رواه مسلم
وهذه أم المؤمنين " أم سلمة " رضي الله عنها تعترف أمام الرسول –صلى الله عليه وسلم – قبل أن يخطبها لنفسه بأنها " غيورة "
وَرَوَى ابْنُ سَعْدٍ فِي " الطَّبَقَاتِ " فِي تَرْجَمَةِ أُمِّ سَلَمَةَ " أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ ثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ عَنْ حَبِيبِ بْنِأَبِي ثَابِتٍ ، قَالَ :
{ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتِي مِنْ أَبِي سَلَمَةَ أَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَنِي ، بَيْنَهُ وَبَيْنِي حِجَابٌ ، فَخَطَبَ إلَيَّ نَفْسِي ، فَقُلْت : يَا رَسُولَ اللَّهِ إنِّي امْرَأَةٌ أَدْبَرَ مِنِّي سِنِّي ، وَإِنِّي أُمُّ أَيْتَامٍ وَإِنِّي امْرَأَةٌ شَدِيدَةُ الْغَيْرَةِ ، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : أَمَّا مَا ذَكَرْت مِنْ غَيْرَتِكِ فَسَيَدْفَعُهَا اللَّهُ ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنْ أَيْتَامِكِ ، فَعَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ ، قَالَتْ : فَأَذِنْتُ لَهُ فِي نَفْسِي ، فَتَزَوَّجَنِي }
ولكن هناك مما لا شكّ فيه الغيرة المستحسنة عند النساء , والغيرة القاتلة التي قد تودي بالحياة الزوجية إلى الدمار والهلاك .... وخاصة إذا كانت المرأة تتصف بالأنانية وحب التسلط .. فإننا نرى أن مثل هذه النساء تشكل عقبة كبرى في طريق الحفاظ على الحياة الزوجية المستقرة الهادئة وخاصة إذا ما بقيت معها تلازمها ...أما إذا ما حاولت أن تهذّب من نفسها , وتعود إلى رشدها وصوابها , وتعلم بأنها كانت على غير صواب حينها نستطيع أن نحدد المعادلة المتوازية فيما بين الرجل والمرأة ليكونا سكن هادئ وآمن لبعضهما البعض ...
وبذلك نكون قد أنصفنا المرأة والرجل على السواء , وسعينا إلى تحقيق هدف وغاية الحياة الزوجية
فما رأيكم بمفهوم الغيرة !!!!؟؟؟......