الشـــعر عـــــندي
لكلّ فلسفتُهُ في الشعر..ومَنْ لا فلسفة َ لهُ..لا شعرَ له
الشّعـْـــرُ عنــــْــدي تَبـــــاريحٌ بأعْماقــِــــي
تنـــْــساقُ حَشـْــرَجةً مـَـابيـْــنَ أشْــواقــِـــي
جـُـــرْحٌ و أوْرِدةُ الأنفـــَـــــاسِ ضَـــــــارِبــــَـةٌ
فـــِــي عُمْــق ِزفْرَتــــِــهِ تسْتنـْـزِفُ الباقـــِــي
و الشـَّـــوقُ يُـــلْهبـُــهُ مـِــنْ غَيـــْــر ِتضْحِيــــَـةٍ
تشْـــقَى بـــِحُرْقَتـــِهِ دمْعـَــاتُ أحْــداقـــِـــي
* * *
الشّعْــــرُ عنــــْدي تـــَلاحــــِــينٌ بـِــلاَ وَتــــَـرٍ
أنْغــَــامُ مهْـــزلــَـــة ٍلــُــفَّتْ بإخْفــــاقــِــــي
خَــمـْــرٌ تُعاقـــِــرُهُ نــَــفــْــسٌ مُسافــِــــــرةٌ
فــِـي كأْسِ أُغْنِيـــَـتـِـي سكـــْـرَى بِأخْلاقـــِـي
لا يسْتـَـطِــيبُ لــها تغـْـــريدُ فــــَــاتِنـــَـةٍ
فِـي سَوْأتــــِـي غَرِقَتْ مِنْ بعـْـدِ إغْراقـِـــي
* * *
الشّعـْــرُ عنــــْـدي تَقََصّـي السَّهْم ِغَايتــَـــهُ
كـــَيْ تسْتحِيـــلَ إلـى عيْنـَــيَّ آفاقـِــــــــي
تَنـْـأى الـحُـرُوفُ خَيـــَـالاً مِــنْ شقَـــاوَتــِــهَا
لَفــْــظًا تــــُــلاعِبــُــهُ يـَــلْهـُــو بـــِـأذْوَاقــِـــي
و الرَّوْعَةُ – ٱرْتَسَمَتْ كالفُلــْـكِ – سابــِــحَةٌ
فـِـي بـَـحْرِ أغْنِيتـِـي فِــي سِحْرِ تِشْهَــاقِـــي
* * *
الشّعـْـرُ عنـْـدي ٱلــْـتِحَـامُ اليَخْــتِ ساعَتَهـــا
بـالـــمُعْتِبِيــــــنَ علـَــى شُطْئــــَـــانِ أوْراقــِـــــــي
حيــْثُ ٱلـــْتِقَــاءُ طُيـــُـورِ البحْرِ تَسْألـــُـهُ :
مِنْ أينَ جِئْتَ ، وهَلْ لاقَـــيْتَ عُشَّاقـِـي؟!
كــانَ الـــجَـــوابَ بــــِـــأنَّ الشّعْــرَ مبْعَثــــُــهُ
والعشْـــقَ مَرْجِلــُـــهُ الـــمَشْلـــُولةُ السَّـاقِ
* * *
الشّعـْـرُ عنـــْدي ٱغْتِسَــالُ الرُّوح ِفـِـي كُهـــُفٍ
جَــلَّتْ مَعالــِـمُــهَا عـَــنْ رُؤْيـــَـةِ الباقـِــــي
شفــَـافـَـــةٌ كَسَنــَـا الــــحَوْرَاءِ واقِفـــَــــةٌ
ينـْـتــَـابُها خَجـــَــلٌ فــِي حَضْرَةِ السَّاقـِــي
غَنــَّـاءُ رَوْضتـــُـها ، فَـــيْحَــاءُ زَهْرَتــُـــهَا
نــَــجْلاءُ صُورَتــُـهَا كَالكَــوكَبِ الرَّاقــِــي
* * *
الشّعـْــر عنـــْـدي مَسافــَــاتٌ مُبعْثـــَــرَةٌ
عَبــْـرَ الوَرِيــدِ لأَجْنـــَـاسِـــي و أعـْـراقــِــي
تَنـــْدَاحُ هَاربـــَـةً غَــرْبــًـا تُـهـَـدْهِـــدُنـــِـــي
تقْتــادُ أشْــرِعَتـــِــي ، تـــَــحْتلُّ إشْراقــِـــي
كالعَابـِـرينَ سبِيـــلَ الـــحُــبّ مَا وَجَــــدُوا
غَيـــْرَ الــهَجِيرِ بقـــايــــَـا لــَفْـــح ِمُشْتـــَـاقِ
* * *
اليــَـــوْمَ أرْسُــــمُ وَجْــــهًا كـــُــنْتَ تــَــأْلَفــُهُ
هَلاَّ حفِظـــْــتَ تقاسِيـــمِي و أنْفـــَــاقــِـي
هَــلاَّ غَـــدَوْنـــا وقَدْ لاقَيــــْـتُ فـــِــي كــَـلَفـِــي
ألـــْـوَانَ زَاهِيــَــةً مِـنْ قــَـــهْـــرِ دُرَّاقـــِـــي
كـــُلُّ الــمَعانـــِي وإنْ غالَيــْـــتُ تسْكــُنـــُنــِـي
تسْتــفْرِشُ الـــجُمَلَ الــحُــبْلَى وَ تـِرْياقـــِـي
يسْــتَطْلــِـعُ العَسَــلَ الـــمَـــوْؤُدَ داخِلـــَــهُ
جِــــنًّا يـــُـدَوّخُ بـــِــالأوْهَام ِسُــــرَّاقِي
يا شِعْـرُ ما شبِعَتْ ذكــراكَ تـجْلدُنـــــِـــي
حَتـــّــى أراكَ تــُـوَلــّــي الصّــدْرَ مِـــحْرَاقِـي
ُاقْصُــصْ على شفَـقِ الذكـــْـرى و نـــَـخْلتِهِ
ما كـــَانَ يأسِـرُنـــَـا فِــي بــَــدْرِ أشْوَاقــِـــي
تــَلــْـقَ اللّيالِـي التــِي ضَنــَّـتْ بـِـأنــْجُمـِــهَا
تسْعـَــى السَّبيلَ إلــَى مَا جَادَ إنـْــفَاقـِــي
الشّعـْــرُ عنـــْـدي دُرُوبٌ لسْــتُ أذكـُـرُهَـا
ما غـَـابَ عَنّـي ٱغْتـِـرابٌ مِلْءُ أعْمَاقــِـي
بيرين / الجزائر :1998