...
كنت في مكان ما , في ليلة الجمعة الماضية ..
وبالصدفة كان هناك فيلم أمريكي يعرض على MBC2 .. تابعته بعد ما فاتتني البداية ..
الفيلم كان جريء وعجيب جداً , إسمه ( Militia ) أحداثه تدور حول وجود عائلة كبيرة من هواة حمل الأسلحة , وذلك للدفاع عن أراضيهم , وحريتهم الخاصة .. من قبل أفراد الشرطة الأمريكية , والـ FBI , ولايتورعون بإطلاق النار على كل شرطي .
المهم , قامت فرقة فرعية من الـ FBI , والتي تدعى بـ " ضد التسلح " , بمداهمة المنطقة الريفية , وقامت بإعتقال كبيرهم , وفي نفس الوقت تم تفجير المبنى * الذي كان بداخله زوجته , وأبنائه , وبعض أفراد رجاله .. وتم التبرير من قائد العملية , بأنه نتيجة إمتلاء المبنى بالذخائر , والأسلحة ..
* ( لقد إتضح من خلال المحادثات أن أفراد أسرته لم يقتلوا في تفجير ذلك المبنى , حيث تم التنسيق معهم من قبل الفرقة التظاهر بذلك , لإعتقال الأب فقط حياً , كنوع من الضمانات في المستقبل ) .
وبعد سنتين , قام شخصان بمداهمة مبنى مهم وحساس , بطريقة ديناميكة , فقاما بسرقة مادة " الإنتراذكس " , وتم خلال ذلك إفتضاح أمرهما , بعد تلقي إشارة تحذير ..
فقامت فرق كبيرة بمهاجمة المبنى .. وفي النهاية تم تفجير المبنى من قبلهما , وهربا ..
بعد ذلك .. نشاهد شخص يتكلم بالمايك وحيداً في إذاعة , ويلقى خطباً , وتحذيرات ووعود .. يسمعه الشعب الأمريكي .. ويتضح أنه شخص له ثقل سياسي .
كان يتحدث بنبرة حادة , نتيجة سرقة هذه المادة الخطيرة ..
إلى أن وصل قائلاً : بأن الوضع الأمني سيتغير في البلاد بطريقة سريعة , وفجائية .. نتيجة هؤلاء الذين يحاولون أن يلعبوا بأمن أمريكا , والشعب , وبالحرية .. وعلى الشعب أن يتأقلم على هذا التغيير , والإنقلاب الجديد ..
دار الفيلم .. حول البحث عن هذه المادة .. ومعرفة هؤلاء , وغايتهم ..
إلى أن وصل الحال بالإشتباه بأن من وراء ذلك , هو ذلك " العجوز المسجون " .. وتم إطلاق سراحه , لبعض الضمانات , والوعود .. ورافقه ضابط في زي مدني , متنكراً .. للوصول إلى أفراد فرقته , الذين يعبثون بالبلاد ..
ويتكرر مشهد ذلك المسئول السياسي يتكلم في الإذاعة .. بالتهديد , والإنتقام من هؤلاء الأشرار .. وبإستخدام وسائل أخرى جديدة مشروعة , وغير مشروعة , لتحقيق غاية أمن , وحرية أمريكا .
وفي النهاية .. وصلت المجموعة لأن تقوم بالهجوم على قاعدة قديمة به صاروخ قديم .. وتم وضع هذه المادة على رأس الصاروخ , وذلك لإطلاقه على مقر الرئيس الأمريكي في مبنى رسمي يلقي فيها خطابه , وكذلك في نفس الوقت لعمل إبادة لعدد هائل تصل إلى نصف سكان ولاية كاليفورنيا ...
وقد إتضح من الأحداث , أن ذلك السياسي الذي كان يلقى خطبه , وتحذيراته للشعب الأمريكي , هو وراء هذه الأحداث , والسرقات , والهجمات الخطيرة ..
حيث أعلن خطته , بأنه سيعرف كيف يوزع التهم بطريقة ما على بعض المجموعات الإرهابية , وكيف سيكسب الرأي العام , وسيصدقه وبدون أن يشعروا عن خبثه .. وليكون مرشحاً لرئاسة أمريكا ...
طبعاً هناك بعض الخونة المرتشين من الضباط كانوا يساعدونه .
عندما علم ذلك " العجوز المسجون " .. وشعر بخبثه , وغدره , وإنعدام مبادئه ..
إنقلب عليه , وهرب , وقام بالإبلاغ لفرقة " ضد التسلح " , بعد أن إنضم إلى الفرقة بنفسه , ولبس زيهم , وتصدر الهجوم .. إلى أن تم إيقاف إطلاق الصاروخ - المحمل بالمادة الخطيرة - في اللحظات الأخيرة , وتم خلالها قتل هذا " المجرم السياسي " ..
******
هنا بعد إنتهاء الفيلم .. ذهبت بي الأفكار إلى بعض الأحداث الهامة التي وقعت إبتداءً من 11 سبتمبر , وبعدها مباشرة - وقبل الحرب على أفغانستان - إنتشار هذه المادة , مما أدت إلى قتل الكثير .. بعضهم كانوا لهم وظائف حساسة مثل البرلمان , والقضاء , ومنهم من كان مدنياً , بعدما أعلن " بوش " عن قيامه بالحرب على الإرهاب .. وذلك لكسب تأييد , ودعم على الحرب .
ثم تكررت الحكاية في روسيا .. بعد قتل تلك الرهائن بالمدرسة , فأعلنت روسيا بنفس إعلان " بوش " في حربها على الإرهاب - ولكننا لم نرى تحركاً كبيراً - ..
ثم تكررت في تفجيرات أنفاق " بريطانيا " الأخيرة .. والذي كان واضحاً أن هناك مغزى , في قيام حملتها على الإرهاب , وبمسميات أخرى جديدة ..
لاأعلم قد أكون مخطئاً , في بعض تصوراتي ..
ولكن هذه هي " السياسة " , والتي لابد أن تكون " قذرة ", وبعض السذج قد يصدقون أن السياسة " شريفة " .
.