[align=center:bf07b7a416]في حياتنا ناس كثيرون يؤثرون فينا .. يبنون أو يهدمون .. يزيدون فينا وينقصون .. نعرف منهم ونجهل ونقوم بحق بعض ونغفل عن بعض ...
فكرت أن أكتب عن ناس عرفتهم .. أحببتهم وتعلمت منهم .. وأنا لست ذلك الذي خبر الحياة فهو يعرف منها الكثير ... لكني وجدت في دفتر أيامي أسماء إن لم ينثر الزمان ذكرها فقد نشر علي أثرها ... لكني قلت : ما الذي يعني غيرك بهؤلاء .... فقلت أجر وأرى ...
أول الأسماء اسم شاعر .... أقول شاعر وأعني ما أقول .. شاعر في حسه وحدسه ... في خلقه وأدبه .. حسن الطوية ، رقيق الحاشية بسام الوجه ، سمح اللقاء .. تشعر بالأنس يكتنفك إذا لقيته وبالشوق يختلجك إذا فارقته .... هو على الجملة ( مسلم ) في أخلاقه .. وكم أضعنا هذا المعنى من قاموسنا (( مسلم الأخلاق ))
عرفته مدرسا للغة الانجليزية ، لكني وجدته أوسع من ذلك علما واطلاعا وأدبا .. يكتب الشعر بلغتيه .... وهو على ذلك مقل ... إن صادفك الحظ واطلعت على ( موسوعة معالم المدينة المنورة ) للدكتور عبد العزيز الكعكي ... ورأيت نسختها المترجمة فإن الذي ترجمها هو هذا الذي أنقل لكم اليوم من شعره القليل .. أكشف لكم فيه شيئا من جماله ...
كتب في الخصوصيات والاجتماعيات والوطنيات ...
اعتاد أن يكتب لكل ابن من أبناءه قصيده في يوم مولده ... يحيه فيها ويرسم له خطوط الحياة العامة ...وله من الابناء ثلاث بنات وولد واحد ...
قال في مطلع قصيدته لابنته الكبرى
يا زهرة الحب كم تاقت لنبتتها ***روح الورود وأنسام الرياحيين
وحامل المسك قد طاف الديار به ***فعطر المسك أنفاس البساتين
هبةة من الله قد من الإله بها ***وكم لأنعم ربي من براهين
وقال للثانية :
خلت الجمال وقد تجمل في نهى ***فسبى عقول أولي النهى إغراء
في مهدها قمر يشع براءة***ويفيض بشرا غامرا وصفاء
بل نجمة بين النجوم تلألأت فتراجعت كل النجوم وراء
إلى أن قال .
فتدبري آي الكتاب وهديه***فهو المنزل رحمة وشفاء
وتمثلي طيب الشمائل والتقى***وتزودي زادا به ورداء
كوني مع الداعين يرجون الهدى***لا تتركي من لا يكف دعاء
وللثالثة :
عيد مجيئك وابتساك عيد ***والكون عرس والورى تغريد
ولابنه أحمد :
يا ولدي أمالي عظمت ***وإليك بآمالي أعهد
أمتنا ينقصها (عمرٌ) ***وعليٌ أصحاب محمد
تحتاج لمن يوقظ عدلا***أغفى وتثاءب وتمدد
وأنقل لكم من قصيدة بعنوان حوار مع مدخن :
بدأ الحوار وقال قولا لينا ***لكنه يدعو إلى درب الفنا
ويمد لي سيجارة بشماله*** لو ظنها خيرا لكان تيمن
وأنا العليم بأن إحساس الفتى *** بالذنب يدفعه ليبحث ممعنا
عمن يشاركه الجريمة قائلا ***لضميره لا لست وحدي مدمنا ...
وختم قصيدة أهداها لطبيب أسنان يشكره ..
فلإذا خلعت اليوم سنا تالفا ***فلقد رددت إلى الضلوع فؤادي
ومن قصيدة بعنوان يا مصر :
فيك العزائم والألباب والهمم***يا أمة نهلت من علمها الأمم
يا مصر قومي إلى الأمجاد وارتقبي***يوما تُبَددُ في أنواره الظلم
إلى أن قال :
شاء المهيمن أن العرب أمهمو ***مصرية ، نعم ما يجري به القلم
في إشارة إلى السيدة هاجرة أم إسماعيل أبو العرب ....
والقصائد أكثرها طويل .. إن شاء أحد ان اتم له منها شيء فعلت .... وهناك الكثير لكني أمر كالطير المحلق فما رأيته وقعت عليه وإلا حجبته الأغصان دوني ..
أما ما كتبه بالانجليزية فلم أحفظ منه إلا قصيدة واحدة ... لا أذكر منها اليوم إلا عنوانها ( Time act) لكنه يجمعها في ديوان .... ووعدني بنسخة منه هدية .. فأنا أنتظر ....
ولكم أحلى المنى قد ضمخت بالتحيات وشعت بالأماني ..[/align:bf07b7a416]