خــــــــــــــديــجــــة
البحرُ والأمواجُ
والأطيارُ في الأُفْقِ
وحبيبتي والشمسُ
بين الشطِّ والشَفَقِ
لا الشائعاتُ تُهِمُّني،
وكلامُهُم عَبَثٌ
فاللهُ يشهَدُ حالنا،
باللهِ لا داعي إلى القَلَقِ
من قال أنَّا ساقطانِ،
وكلَّ من يهوى،
والمغرمينَ جميعَهُم
ليسوا على خُلُقِ
الحُبُّ لي شرفٌ،
ولستُ بمدعٍ كذبٍ
الحُبُّ مثلُ وجوديَ الحتميِّ
من حَقِّي
قالت بعينيها كلاماً كنتُ أفهمُهُ،
لكنَّني كالبُكْمِ لم أقدِرْ على النُطْقِ
هذي خديجةُ كالمَهَا،
إن حدَّثَتْ صَمَتَتْ
مثلُ النَسيمِ مُرُورُها عَذْبٌ بلا أَرَقِ
حين السماءِ تَجيءُ بالأمطارِ أذكُرُها
مطرُ الشتاءِ مُخَيَّلٌ
كالدَمعِ والعَرَقِ
والشَعْرُ لَيلٌ هادئٌ
وجبينُها قَمَرٌ
والخَدُّ كالنَجمَاتِ
والعينانِ كالبَرْقِ
فَمُها فَرَاوِلَةٌ
ومِثلُ الخَمْرِ أُدمِنُهُ
مَهْمَا أُقَبِّلْهُ فلا يَخْلُو منَ العَبَقِ
والأُذْنُ دانيةٌ كعُنْقُودٍ منَ التُوتِ
والدمُّ مِثلُ حَلاوَةِ الشَرْبَاتِ مُسْتَسْقِى
وَيَدَاها أَفْضَلُ ما سَأَلتُ اللهَ في عُمُري
فكما رجوتُ اللهَ
سَوَّاها على ذَوقي
هذي خديجةُ كالمَهَا،
لكِنْ إذا طَلَعَتْ
وكأنَّمَا أنفاسُها عِطْرٌ منَ الشَرْقِ
يا لوحةً زَيتِيَّةً في الماءِ راقِصَةً
أُرقيكِ بالأذكارِ واقرأُ سورةَ الفَلَقِ
ما كان لي في الحُبِّ من مالٍ
سوى نَبْضٍ
ومشاعري
ونُبُوءَةِ الشُعَرَاءِ والصِدْقِ
أَحبيبتي..
إنَّ الهوى حَرْبٌ لو اندَلَعَتْ
فالملكُ يهوي والملوكُ تَزِلُّ في الرِّقِ
ما كنتُ مِثْلَ العَبْدِ يَرْجُو عِتْقَهُ يَوماً
أرجوكِ ألا تُقدِمي
أَبَدَاً
على عِتْقِي