هل من منمنمات من الفن الحديث؟
|
هل من منمنمات من الفن الحديث؟
Last edited by أبو شامة المغربي; 03/12/2007 at 07:57 PM.
Last edited by أبو شامة المغربي; 03/12/2007 at 08:00 PM.
المنمنمات
فى وقتٍ مبكِّرٍ من تاريخ الحضارة العربية الإسلامية، ظهر هذا اللون الخاص من فن التصوير، الذى يُعرف اليوم باسم: المنمنمات - وكانت تسمَّى قديماً: التزاويق! وقد طوَّر الفنانُ المسلمُ هذا الفنَّ الذى ورث أصوله من الحضارت السابقة على الإسلام، خاصةً الحضارات الهندية والفارسية .. وهو ما يؤكِّده بشكل مباشر، أنَّ أولَ كتابٍ عربى ظهرت فيه المنمنمات كان كتاب (كليلة ودمنة) وهو فى أصله كتابٌ هندي، ترجمه الفرس إلى لغتهم قبل الإسلام بعِدَّةِ قرون، ثم ترجمه ابن المقفَّع إلى اللغة العربية فى أوائل القرن الثانى الهجرى.
وقد استمرَّ فنُّ المنمنمات فى التطوُّر، بفضل فنَّانين (أغلبهم من أصولٍ فارسية) أشهرهم الفنان المبدع: بهزاد الذى رسم كثيراً من الكتب، أشهرها ملحمة الشاهنامة لفردوسى .. والفنان: أقاميرك الذي رسم مؤلِّف الشاهنامة (لفردوسي) فى مساجلةٍ مع شعراء البلاط الغرنوي، فكانت هذه اللوحة البديعة:
وتوالى ازدهار فنُّ المنمنمات خاصةً فى البلاد الشرقية من العالم الإسلامى، وصارت عملية تزيين المخطوطات بالرسوم، من الانتشارِ الواسع الذى خلَّف لنا مجموعةً كبيرة من المخطوطات المزوَّقة، بل من المنمنمات المستقلة فى أوراقٍ مفردة.
وقد اشتهر بالتخصُّص فى هذا الفن، مجموعةٌ من الرسَّامين الذين برعوا فى توشية الكتب واللوحات بهذه الرسوم، وكثر عددهم وتعدَّدت طبقاتهم .. حتى أنَّ أحد المؤلِّفين - فيما يخبرنا به المقريزى - أفرد كتاباً عنهم، عنوانه: ضوء النبراس وأُنس الجلاس فى أخبار المزوِّقين من الناس.
والمتأمَّل فى المنمنمات يلفت انتباهه هذا السطح الغنىُّ بالتفاصيل الدقيقة التى لاتملُّ العينُ من متابعتها، وهذا الثراء اللونى والتنوع الكبير داخل كل منمنمةٍ .. كما يلفت الانتباه من حيث المنظور، هذه الرؤية الأفقية للعالم ، وكأننا نراه بعينٍ علوية أو بحدقة طائر ثاقب البصر، انبسط العالم أمام ناظريه بشكلٍ سحرىٍّ ولنتأمل هذه النماذج المختارة.
المصدر
« أعتذر عن الغموض يا أخي أبا زينب | رباط الخيل » |