نظرة حالمة " ابنة الشهباء "
تحت وسائد الحلم كانت كنوز الأمل الجميل , تملأ القلب بلؤلؤة صغيرة أقيم نظامها على نسق الصدق , واستواء الوفاء .. غير متململة من وجودها ,وغير متراجعة عن جوهرة قلبها ..
تتنقل من تركيب إلى تحليل , ومن تحليل إلى تركيب .. لكن الشعور بوحدة العلاقة
ما بين الفكر والقلب لا يمكن إلا أن تكون خالدة مخلدة للأبد ...
ذاك هو الذي يبهر الفكر, ويعلو ما في الصدر ..
صفة من صفات الخلق الرفيعة وقطعة إنسانية نُسِجت من خيوط الهوى الصادق لتحوكها في ثوب العمر ..
بعد ذلك هل تريد أن نعرف مصدر هذا المنبع الإنساني الذي مازال ثرّا صافيا في القلب !!؟؟..
إنه الحبّ الذي يمدّه بالعطاء , لينهض ويعلو إلى حيث الإخلاص , والصدق والوفاء , وأصل هذا الأمر جاء من سلامة الفطرة, وإخلاص الطوية ..
أيمكن لنا أن نتصور العاطفة ومدى تأثيرها على النفس , وما وراء هذا التأثير !!؟؟..
الزمن أقرّ للقلب أنّه الحقّ والصدق , لتعلم النفس كلّ سوء يعترضها , وكلّ منفعة وَسَطت عليها , وإلاّ لكانت الحياة التي نحياها بلا غاية , ولا معنى , ولا هدف ..
هذه المبادئ الرفيعة تدعونا إلى بيانٍ أوسع , و أُسْلوب أنصع ليجذب القلب ,ويخلب إليه اللبّ ..
فمن معاني الحب التي تسكن في النفس تستروح الروح مع نسيم الجنان , وتبصر نور الزمان , وهي تأمل أن تصل معه إلى وجه الاستقرار والأمان ..
حقيقة إنسانية هي كامنة في الروح والدم وذاك هو إعجاز الحبّ ......
النفس تود دائماً أن تستفيد من ماضيها, وحاضرها لتعدو مسرعةً به إلى مستقبل زمانها ...
ربما قد عصفت بها الأحزان , وهاجمتها الآلام .. لكن عليها ألا تقرّ بهذه الزلزلة , ولا تستسلم لها حتى تظلّ قائمة على أطلال الشرف , وصدق الحب , وهدي الإيمان ..
وهدم ذلك لن يكون سهلاً بعد أن استقر معناه الأصيل في القلب .....
صحيح أن ما بين الهدم , والبناء منزلة شعرة , لكن علينا ألا نترك القلب يتخاذل , بل يجمع ما بين فطرة النفس , وفكر الروح , و نوجّه الإرادة إلى ما فيه الخير والحبّ , والوفاء والصدق ..
حينها نجد أنّ الحس قد اهتزّ وربا ليزهر في القلب , ويثمر من سلامة الفكر وينبئ عن منزلة النفس الكفيلة بإعادة تحقيق النسبة ما بين المادة والروح ....
فابسط جناحكَ لهذا القلب , وأقم العدل لحبّكَ من رجاحة يقينكَ لينفسح له الصدر , ويصفو الطبع , وتعلو وتسمو معه الحياة ..
وإذ بصوت قوي أسمعه يناديني وأنا مع هذه السبحات الحالمة :
النفس الأبية الكريمة حين تلتزم بالهدي والإيمان كفيلة بأن تأخذه إلى تقويم الطبع , وتثقيف الخُلق لتنزع منه كلّ منزع يدعو للسوء والشرّ , وتستوضح منه مذاهب الحكمة , ونزاهة الرأي والفكر ..
تعلم أنّها يا صديقي ما زالت تأمل أن تعدو إليك على أحسن الوجوه لتستمتع معها فصاحة الروح , وتستروح في رياضها عذوبة القلب ,ولحن الوفاء والحب ...
وما زالت تأمل أن تبدأ معها بكلمة طريّةٍ , لأنّها لم تعرف عنك إلاّ صدق الأمانة , وطُهْر الخُلِق , فهل لكَ أن تسمعها , وتستجيب لصوت روحها !!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟....
بالرغم من أنّ هناك حريقاً ملتهباً يمتد على مساحة واسعة من القلب يدعو النفس للتساؤل من جديد :
ما دور هذا الحبّ !!؟؟....
هل من أحد يفهمه , ويعمل به !!؟؟...
للمحبّ موقف إنساني يربطه بمن يحيطون حوله , وله طموح مستقبلي , ودوره في الحياة دور تنويري , لا دور مأساوي , حتّى ولو أنّ الحرائق تحرق كلّ ما في داخله , لكن يبقى يناضل لينير درب غيره بالحبّ الذي يسكن جنباته ...
قد أسارع بالقول ... والبعض سيقول :
بأنّ الذي تتحدثين عنه عاطفياً أكثر منه موضوعياً !!!..
لكن تبقى النتيجة في حدود المنطق , ولا تدعو أبداً للتناقض .. فالدفاع عن التراث المعنوي والروحي هو الذي يؤدي إلى رصّ التراث المادي ..
وتكوين جبهة صامدة إزاء تلك الإرباكات قد تزيد من قوّة البناء العاطفي والمادي على السواء , ليدفع بها إلى التمسّك بهدي الرحمن , وخُلِق القرآن , والحبّ والتسامح مع كلّ بني الإنسان ...
ومن هنا تأتي قيمة الكلمة الحيّة الصادقة ومدى تأثيرها على من حولها .. ولا يمكن أن تفقد موضوعيتها لتلجأ إلى عاطفتها بعد أن سكنت تلك المعاني القويمة بين جنبات صدرها...
قد تفشل في بعض الأحيان , ويغلب عليها الحسرة والندم حين ترى كثيراً ممن حولها في منأى عن تلك المبادئ السامية , والأخلاق القويمة .. لكن إذا كانت النفس صافية , ومطمئنة لمَ يجري في داخلها فالأمل سيبقى يسكن جوانبها ليدفعها إلى تحقيق أفضل ما عندها ..
إنها نظرة أمل .. وكل ما أتمناه أن أنقل تلك النظرة إلى دعوة السلام , وبرّ الأمان ..
بقلم : ابنة الشهباء