علّمني الحب والوفاء !!؟؟؟...
في دجى الليل الصامت بدأت أترقب النجوم المتناثرة في بحر السماء , وأنا آمل أن ألمس طيف أملٍ يتسرّب إلى القلب الحزين والروح التائهة مع هذا العالم ....
فجأة نور ودون استئذان اقتحم خلوتي , هدفه أن يعلم دروبها ومنحنياتها , ويبصر طبيعتها ويعي أحزانها وأفراحها , ألامها وآمالها , ليعرج بها المرتقى الصاعد بعيدًا
عن السفح الهابط وهو يأمل أن يرفعها لسمو الخلق ,وجمال العلم , وحسن الأدب ...
بصوت شجي ناجيته
أتأذن لي يا حبيبي أن أضمكَ بين جوانح الفكر والقلب !!؟؟..
ما أتيتُ إليكِ يا أمينة القلب إلاّ لأبسط صفحاتي بين يديكِ ,وأضمكِ بين جوانح سطوري وها أنا ذا طوع أمركِ....
مثال القائد الملهم الذي يقف أمامه جندي صغير أُلجم لسانه خجلا , وما عليه إلا أن يقف وقفة إجلال وصمت واعتزاز فخورا معتزّا بعظمته ...
راودني إحساس غريب وأنا أترقب صفحاته , وهاجمني تغير مفاجئ وأنا أتلو سطور كلماته ..أردت حينها أن اتخذ أجنحة السلام وأمتطي جوادها لأطوف العالم وأخبرهم عن حال الروح والقلب ...
كيف لا وقد فكّ عن قلب الروح رباط الوثاق , وأخرجني من المعتقل لأطير بجناحيّ أنحاء الدنيا وأخبرها عن أجمل وأسمى معاني حرية الفكر !!؟؟...
كيف لا وقد علّمني أن أحمل بين جنبات صدري أجمل معاني الصدق والحبّ, والمبادئ القويمة التي يجب أن يلتزم بها الإنسان الشهم الحرّ!!؟؟
علمّني أن أغسل نفسي من الأدران والأوشاب , و أصبر على المكاره وانتصر على الذات , وأحطم استعباد الشهوات التي أتت دون حكمة ولا تبصر..
علمّني أن أكسب أكبر قدر من الأصدقاء والأحبة الخلان , وأن الكلمة الطيبة تهفو إليها النفوس , وتخالط شغاف القلوب لتأتلف بها الأرواح وتطهر...
علمّني أن الأحزان والآلام هي طريق الخلود لكبار العزائم والهمم , والارتفاع فوق مطامع الدنيا وشهواتها هي ثروة وكنز العظماء النواضر ...
علّمني أن الفرسان يتقدمون الصفوف على صهوات جوادهم وهم يتجهون بهمتهم وحماستهم إلى الغايات والأهداف , وعيونهم في الآفاق لم تنحسر ....
علمّني أن قيمة الإنسان بسمو هدفه , وذخر عمله , وحسن خلقه وأن النهوض بالروح والفكر لمدارج العظماء الأبطال يحتاج إلى مزيد من الصبر ...
علمّني أن أرسم على صفحاتي أجمل معاني الوفاء والحب , والأمانة والصدق وأن لا أتأخر عن قول كلمة الحقّ أمام كل ظالم مغرور متكبّر...
علمّني أن أبتسم لكل من هم حولي حتى ولو كان القلب يموت من الحزن و الألم , فتلك الابتسامة الرقيقة تنفض عن الإنسان غبار الآلام , وسوء الكدر ....
عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم :
( ألا أخبركم بأحبكم إلى الله قالوا بلى يا رسول الله وظننا أنه يسمي رجلا قال إن أحبكم إلى الله أحبكم إلى الناس ألا أخبركم بأبغضكم إلى الله قلنا بلى يا رسول الله وظننا أنه يسمي أحدا فقال إن أبغضكم إلى الله أبغضكم إلى الناس )
رواه الطبراني في الأوسط
وهل هناك أجمل وأعظم من أن يحمل القلب هذه المعاني السامية الوضيئة ويعمل بها مع أخيه الإنسان , فهي والله أنبل وأشرف درجات العزة والكرامة والشرف ....
هيا بنا يا أحبتي وأهلي نعلن معا المحبة والصدق والإخاء, لنبني من جديد مجتمعا تقوم دعائمه على أسس المودّة والوفاء....
بقلم: ابنة الشهباء