0قمه الاستمتاع بالحياه يكون عند تمام الاحساس بالامان 0
والامان شقان ....نوال و ديمومه
و يمكننا القاس علي ذلك في كافه المناحي فالامان الاقتصادي لا يتحقق الا بالنوال المادي وضمان ديمومته
والامان الاجتماعي لا يتحقق الا بنوال الغرض من النظام الاجتماعي ذاته وهو التكاتف و ديمومته
والامان العاطفي لا يتححق الا بالنوال وإن لم يكن حسيا وضمان ديمومته وإن اقتصرت علي الكلمات
حتي في الجانب الروحي فأنت عند مرورك علي من سبقك من سكان الادوار السفلي ( تحت الارض ) تقول في بديهيه اللهم لا تحرمنا اجرهم وهذا طلب للنوال ولا تفتننا بعدهم وهذا طلب للديمومه و إستعاذه من فقدان الاجر
ولما كانت الحاجات غير منتهيه و القدرات او ما يؤهل الي استغلالها من الموارد بكافه صورها في حكم المنتهيه قطعا
وهي قاعده بديهيه إستند اليها اساتذه الاقتصاد في الغرب كفورستر: الموارد -رأس المال و الانفجار السكاني في تحليله لمستقبل العالم و التي حكم من خلالها بأن العالم علي تقدمه الصناعي سيكون اكثر فقرا مع تقدم الزمن
و ذات القاعده بصوره مغايره إنتبه لها علماء الدين في بلادنا في صوره النص و التطبيق
فالنصوص منتهيه و الحالات غير منتهيه بأي حال من الاحوال
فبدأت تظهر لنا علوم تطبيقيه الغرض منها سد الفجوه بين المتاح و المرجو كعلوم الاقتصاد و الانتاج في المجالات الماديه و علوم القياس و الاجتهاد لاستنباط الاحكام من النصوص في المجال الديني
و تبني هذه العلوم التطبيقيه في مجملها علي شقين رئيسيين
الاول جانب تنظيري يمكن تسميته في علم الاقتصاد الاستراتيجيه
و الثاني جانب تطبيقي يمكن تسميته في ذات الفرع من العلوم بالاسلوب
و يعتمد الاول علي التعرف علي المشكله و تحديد ابعادها و جمع بياناتها و المزاوجه بينها بصوره مميزه تكاد تكون بصمه او صفه مميزه لكل باحث عن غيره
و الثاني يختص بإقامه الفروض و أساليب تطبيقها و المستنتجات من احداثها
هذا في الجانب المادي
وجمع القرائن و النصوص و استبعاد الشاذ و الضعيف منها ثم الموازنه بينها لبناءقواعد عامه لا يتم تجاوزها الا في نطاق الخصوصيات المنصوص عليها هذا في الجانب الديني
كل هذا كان بحثا عن الامان بكافه صوره المادي و النفسي و الاعتقادي وكافه صور الامان الاخري هربا من تلك المعيشه الضنك في الدنيا وصولا الي الحاله المرجوه
و لنجنب العلوم الفكريه قليلا كالعلوم الدينيه و علوم الاجتماع و الفلسفه و غيرها و لنتابع حديثنا إستنادا الي العلوم الحسيه حفاظا علي الفكره من التشتت
فهذه العلوم الحسيه الادراكيه اقرب الي النفوس و العقول وهو ما يجعلها تمشي بقدمين فوق سماء الفكره احداهما قدم الادراك الحسي و الاخري قدم الادراك الفكري في حين تكون العلوم العقليه الفكريه اما عرجاءفي عقول من لا تستهويه او مجنحه في عقول المستمتعين بها
فعلي سبيل المثال : ليس من السهل علي اغلبنا ان يدرك المتعه الحقيقيه في طول المكوث في غرفه مظلمه مطلقا لعقله العنان .
ولكننا بلا استثناء سنستشعر نوعا من المتعه عند العرض لتيار هوائي بارد في احدي ليالي الصيف المختنقه
ولنعد الي فكرتنا الاساسيه عن الفجوه بين الحاجات و المتطلبات من جانب و طرق التعامل معها من جانب اخر
ونحن إذا تمعنا جيدا جيدا فسنتيقن ان سد هذه الفجوه درب من دروب الخيال ولا تكاد تظهر للناظر بعين الفاحص اي بارقه امل في التغلب علي هذه الفجوه مهما كانت محاولات تنميه الموارد او ترشيد الاحتياجات
ولكن ماذا نفعل مع تحقق عجز مواردنا عن سد
اجتياجاتنــــــــــــــــــــــــا؟
والاجابه هنا ليست بالعسيره
فالحاجات في كافه صورها لا تعدو كونها صورا من الضغوط او الاجهادات الواقعه علي الذات الانسانيه في حين تكون الموارد بكافه صورها عقليه او معرفيه او حتي عضليه في صوره ابعاد مجسمه تتعرض لهذه الاجهادات و الضغوط
و لنضرب مثالا تطبيقيا علي هذه ربما كان غريبا بعض الشيء ولكنه علي ما اري اقرب الي التمثيل في حالتنا هذه
فلو تخيلنا قضيبا معدنيا معرضا لنوع من الضغط المركز علي كلاجانبيه فإن هذا القضيب سيظهر نوعا من الانفعال في صوره تقليص لابعاده الخاضعه لهذه الضغوط
فإذا قمنا بإزاله هذه الضغوط فإن القضيب سيعود الي ابعاده الاولي
وهذه الظاهره يمكن تسميتها بالمرونه بتعريفها الفيزيقي مقاومه الجسم للتشكل و تقاس بمقدار التغير في ابعاد الجسم (( الانفعال ))نسبه الي مقدار الاجهادات الواقعه عليه
وهذه النسبه تسمي معامل المرونه او معامل ينج ( yong)
إذا فالاساس ان الجسم يعود الي ابعاده الاصليه بعد زوال الاجهاد فإذا لم يزل التشكل الحادث عن الاجهاد بعد زوال الاجهاد لا يمكن تسميه هذا الحدث مرونه بل يصح تسميته في هذه الحاله باللدونه
و لنضرب مثالا اكثر بساطه
فعند تغير سعر سلعه معينه قد يؤدي هذا الي تغير الطلب عليها
و النسبه بين مقدار التغير في كميه الطلب الي التغير في السعر هو ما يمكن تسميته معامل المرونه السعريه
فلو تغير سعر سلعه معينه مرتفعا الي اعلي و ظلت كميه الطلب ثابته فهذا يعني ان معامل المرونه يساوي صفر لان البسط يكون ذا قيمه مطروحه من نفسها
وهو ما يعني ان المستهلك عجز عن التخلي عن السلعه مع تغير سعرها إذا فهو منعدم المرونه
والعكس صحيح فالمستهلك صاحب المرونه اللانهائيه يمكنه التخلي عن السلعه كليه بمجرد تذبذب سعرها
إذا فالمرونه هي القدره علي مقاومه الضغوط الظاهره في صوره اقتصاديه في هذه الحاله
و الانسان المرن هو الانسان القادر علي نقاومه ضغوط الحياه بنوع من النفعال الايجابي او الاستجابه يزول بزوال مسببه
و زياده هذا الانفعال عن حده يؤدي الي صوره من التشوه وهو ما نبهنا عليه سابقا وسميناه السلوك اللدن في دراسه سلوك المعادن تحت الضغط
و تكمن الفائده الحقيقه في هذه المرونه في قدرتها علي تجنيب الانسان ما قد يتعرض له من الانتكاسات اللاإدراكيه او الانتكاسات النفسيه
وإذا طبقنا ذات الفره من منظور اكثر شموليه ليشمل الضغوط الاجتماعيه و السياسيه فإن ذات المرونه هي المسأوله بكل الصور عن الحفاظ علي الاستقرار الاجتماعي و الطبقي و ضبط النفس السياسي و المذهبي و التجاوب مع الضغوط المحيطه اكانت في صوره ضغوط سياسيه او ضغوط علي الحريات او شعور بالاقصاء الفكري او العرقي او حتي في صوره من صور القهر او الاستبداد
وهي ذاتها الضمانه الوحيده لحاله مستقره غير مشوهه بعد زوال الضغوط الي اسلفنا ذكرها
و يمكننا ان نتخيل هذه المرونه في صوره هامش ضيق يتوسط خطين كبيرين
الخط الاول
خط الصلابه (( القصافه )) وهو ما يعني عدم القدره علي مواجهه الضغوط بأي صوره من الصور
وهذا ما يمكن تطبيقه بصوره واضحه علي النظم الفكريه الثوريه الداعيه الي التمرد علي الواقع دون ادني قابليه للاستجابه للضغوط
وهذه السياقات الفكريه الحالمه المثاليه غير قادره بأي صوره من الصور علي التجاوب مع الواقع وهي في مجملها محبوبه و إن كانت مستعداه علي صيغه (( قلبي معاك و سيفي علي رقبتك ))
فهذه السياقات الفكريه شبح مرعب في الكثير من الحالات و للكثير من النفوس و اغلب الظن انها اقرب الي الشطحات الارتجاليه و التي تفتقد الي المنهج و إن كانت تمتلك الهدف النبيل
وهي ذاتها المناهج الثوريه التي انتجت لنا حركات اصلاحيه اقرب الي الانفعاليه منها الي المنهجيه
و الخط الثاني
هو خط اللدونه وهو ما يعني عدم القدره علي مقاومه الضغط ولكن بصوره الانسحاق و الاستسلام لها
و الجسم اللدن في مجمله غير قادر علي استعاده ابعاده الاصليه بعد زوال الاجهاد و بكلمات اكثر بساطه هو ذلك الجسم الي يحتفظ بالتشوه الناتج عن الاجهاد حتي بعد زوال هذا الاجهاد
وهو مثال واضح علي الفكر الانسحاقي الاستسلامي علي صيغه الي يتجوز امي اقوله يا عمي
بل لا يكاد يصل الي مرحله اللدونه فينحدر منها الي مرحله الميوعه فيظهر بصوره السائل الذي يأخذ شكل القدر الذي يكون فيه
وهو اقرب الي الفكر التبعي وادعي للاحتقار و الاستنكار
واغلب الظن ان دعاه الاصلاح في بلادنا علي احدي هاتين الصورتين دون صوره المرونه المرجوه القادره علي الانفعال مع الضغوط دون تشكل او قصف
فكلاهما نهايته انهيار المجتمع وفشل الفكره
فالناظر بعين الفاحص الي اي جانب من جوانب الدعوه الاصلاحيه في بلادنا بكافه صورها اكانت سياسيه او دينيه او اجتماعيه او فكريه لا يكاد يري فكرا اصلاحيا قائما علي التجاوب و التفاعل و الانفعال المرن مع كامل الحفاظ علي لب الفكره وقيمتها
فيكون إما بصوره الافراط او التفريط
الفقير الي الله
رحمه الله احمد
31\5\005