يا أنتِ .. يا قمري
ضـاعَ الكـلامُ فـلا نظـمٌ يُجمِّـعُـه
ولا قصيـدٌ علـى الدنـيـا يُرجِّـعُـه
هنـا علـى ذروة الأشـواق رائـعُه
يـذرو السـؤالُ قوافـيـه وتدفـعُـه
كأنـه، والليالـي الجـونُ مـادحـة
صوتَ السُّرى، منْ صهيل الرِّيح مَطلعُه
كـأنـه قــادحٌ قنديـله نـجـعـا
وللمسـافـةِ قـنـديـلٌ تُـوَدِّعُــه
هناك قـربَ اتكـاء الجـرح تودِعُـه
جرحا، وتقـرعُ بابًـا ليـسَ تقرعُـه
أعـوجُ، منتعـلا لمْحـي، أشيِّـعـه
منـي أنـا كانَ عنوانـي يُشيِّـعُـه
وكنـتُ أعـرجُ عنوانـا إلـى لغتـي
كأنمـا الشعـرُ منـيِّ هـمَّ يُبـدعُـه
أنا الـذي همسـتْ بـي كـلّ بارقـةٍ
وسوَّفتنـي مطـالا بــتُّ أسْجـعُـه
هنا علـى مفـرق المعنـى أباغثهـا
تدنـو إليـه وتنـأى وهْـيَ أجْمعُـه
تطيرُ، مثـلَ فراشـاتٍ، إلـى وتـري
لكـيْ أسيـلَ بهـا لحنـا ترجِّـعُـه
تحط فـوقَ يـدي. أرسُـو بساحتهـا
تخـط محـوا أقضـيِّ العمـرَ أتبعُـه
أنسَى
ملامحَ أيامي براحتِها
أنسى
بأنيِّ أنـَا
لا ليلَ أذرعُه
ولي أنا قمَرٌ. يا أنتِ .. يا قمَري
ضـاعَ الكـلامُ عَبيـرًا
أنـتِ منبعُـه