لم تقع عيني على هذا المقال السياسي من الوزن الثقيل إلا اليوم
تصفحت مفرداته الواضحة , ومغزاه الضارب على وتر الحرية المنشودة
في أثناء القراءة تذكرت مقولة سأذكرها ليس ردًا على مقالك إنما إضافة له
( القوانين -يا أستاذي الجليل- تفسر دومًا لمصلحة الأقوى "

وهذا هو الحال - ما ما أمريكا
وما كنت أقصده " قانون الحرية "

وأكثر ما أثار فضولي للبحث هو قولك (هناك وقفة، حول حدود الحرية وحدود الممكن. ونلاحظ مثلاً، أن الدول الغربية، والتي تلتزم بالحضارة الغربية من حيث المبدأ، لا تعرف الحرية المطلقة في السياسة، بل ـ على العكس من ذلك ـ تعرف تجريم بعض الأطروحات السياسية.ونذكر قوانين ماكارثي ضد الشيوعية في امريكا و قوانين مماثلة في اوربا كذا التجريم القانوني في كل من يشكك في المحرقة حتى ولو كانت دراسة علمية اكاديمية كقانون غايسو في فرنسا.
فكم يشبه ما يعيشه الغرب اليوم من "انهيار للقِيَم باسم القيم" ما نظر له الفيلسوف الألماني*فريدريك نيتشه* قبل قرن حيث ركّز على تحليل إرادة القوّة والعدميّة من خلال نقده للأفكار المطلقة التي لا تؤدّي، بحسب رأيه، إلاّ إلى مزيد من المخاطر التي تهدّد الإنسانية جمعاء. وفي حديثه عن مفهوم القِيم والأخلاق الذي كانت تنادي به الأنظمة السائدة في العالم الغربي الداخل عصر الحداثة والتقنيات الجديدة في القرن التاسع عشر، لفت نيتشه إلى ما كان ينطوي عليه هذا المفهوم من إرادة في السلطة والسيطرة والاستبداد.\مفهوم
الراعي و القطيع\ وهي هذه الدعوة إلى تلك القيم، على حدّ تعبيره، دفعت إلى انهيار القيم والمعتقدات وتهديد بنى الحضارات الانسانيّة بأكملها. من هذا المنطلق ميّز نيتشه بين نسقين من الأخلاق: "أخلاق الأسياد" و"أخلاق العبيد" إلى آخر المقال
تحياتي