علم الجمال
طارق شفيق حقي
1- تمهيد:
بسم الله الرحمن الرحيم
طارق شفيق حقي
1- تمهيد:
بسم الله الرحمن الرحيم
"لاشيء غير الجمال بقادر على أن يجعل العالم بأسره سعيداً"
شيلر
شيلر
- الإنسان كائن جمالي:
الإنسان هذا الكائن الجمالي , الذي يحس منذ نعومة أحاسيسه بطاقات تأخذ لبه , فتراه وهو صغير يتأمل أمواج الضوء وزوايا الجمال من حوله, ويبدأ هذا الإحساس يكبر في داخله حين يضاف له الوعي الجمالي الذي يقارب الوعي الديني من حيث الانفعال بالكون , والانبهار بخلق الله وإعادة الأسباب للمسبب.
- يعد علم الجمال الطفل الأخير للعوم الفلسفة , وقد اهتم به الفلاسفة والنقاد لاحقاً فالناقد الحق هو من جمع لخبرته بالأعمال الأدبية فلسفة جمالية , تخترق النص الأدبي وتصل لسر جماله, ولعلي هنا أسمي علم الجمال بعلم الأسرار, فكل نص أدبي يخفي في طياته سراً جميلاً , وهذا ما يفسر لنا ميل الناقد الحصيف لنص ولو انكسر شكلاً, فهذا النقص الشكلي قد يدل على كمال معنوي, وقد يغش هذا
الكسر القواعدي لو صح التعبير, يغش معظم النقاد الشكليين,فينجو هذا السر كما نجت السفينة التي خرقها الخضر, خشية أن يغصبها الملك الجبار, وربما نقول هنا أنه حري بالجمال أن يكون محتجباً خفياً , كاللؤلؤ في المحار في قاع البحار لا يصله إلا الغواص
الماهر , لأن طرحه في الطريق يقتل معناه الحقيقي, ولذلك عمد بعض الصوفيين لإخفاء أسرار سعادتهم وظهرت بشكل رموز, كثيرة تقلب المعنى بين أذهان الناس والنقاد , وهي لا تدل إلا على معنى واحد هو السر الجميل الذي يعرفه من أدركه . وفي بحثنا هذا سنحاول تلمس بعض زوايا علم الجمال وهو لعمري علم جدير
بالخوض في تفاصيله الكثيرة والتي تشكل في النهاية جسداً عضوياً في النهاية يدل على الدهشة والرفعة , سنتطرق لتعريفات الجميل ثم سنذكر مفاهيم الجمال عن بعض الفلاسفة القدماء , وسنقف عند الجمال والحق وقفة , ولنا وقفة ذاتية سنتعرض فيها للمحات ذاتية كذلك وقفة عند الجمال والجلال عند المرأة والرجل , وسنطرح
بعض الإشكاليات حول الشعر والجمال ,ولا بد من الإشارة لتفاصيل ظهور الجميل كالتناسق والإيقاع , ولعل بحثنا هذا هو مقدمة لفهم علم الجمال وليس بحثاً جامعاً مانعاً ,إنما تلمساً أولياً لهذا العلم العميق .
تعليق