أيا حروف العربية هلا أخبرتني
كيف يصير الصمت ظلا ظليلا لأروع العبارات؟
كيف تكون حية سائر الكلمات الطيبة .. وضاءة في جوف العتمات؟
لا تعرف للظمإ مذاقا، ولا طعما للحسرات.
شجرة طيبة تجود بظلها الجميل في كافة الأوقات.
زهرة شذية لا تبخل بأريجها على ذوي الأنفس الخيرات.
أيا حروف العربية لك مني السلام في يقظتي ومنامي.
فإني ذكرتك ممجدا، وسأذكرك مادحا بما أنت أهل له في كل مقال ومقام.
سأذكرك مفتخرا بك في سري وعلانيتي .. ما دمت حيا وحتى في مماتي.
وهيهات لفحيح الأعداء وسمهم أن ينال من نورك السامي.
وهيهات منك خبثهم، وإن كانوا حولك سهاما ورماحا معتمين كالظلمة الزؤام.
أيا حروف العربية كنت عيدا بالأمس، وأنت اليوم عيد، وأعياد أنت في ما يستقبل من الأيام.
لغة القرآن أنت قطر الندى، شلال خير ومعروف أنت على الدوام.
مصونة العز والمكانة أنت، محفوظة بحفظ الله خالق الأنام.
كافية من ألفك السوي إلى يائك المتألقة بالجمال المتنامي.
تبحرين حكيمة بهدوء في الأبصار، وتنسكبين على الألسن رطبة بسلام.
شافية أنت بلا جدال يا حروف العربية من أعتى الأسقام.
دمت بحمد الله في العلياء، ذليل من أرادك بسوء، وخاب من سدد إليك رامي.
أيا لغة الضاد هلا أبلغت عني عناقيد القصيد، وأنسا الساهر، و أهل المربد الزاهر تحيتي وسلامي.
د. أبو شامة المغربي