ذاكرة المقاومة وتشكيل الواقـع
مع أعـواد ثقـاب بشري أبو شـرار
..الراوي والتعبير الذاتي في الرواية يمثل مشكلة مع بواكير الانتاج.. كما يشكل نجاح التعبير الفني للواقـع ذروة الأداء الذي يطمح إليه الكاتب لطرح ذاته الخاصة وذوات المجتمع ، من خلال شخصيات وأحداث يبرزها فوق سطح الواقع وهي مهمة صعبة لما تحمله مـن أغراض متناقضة ، وحيث الواقع نابض بالحركة الحية وليس مستقرا ، والالتزام بالجنس الأدبي والحس الفني ..مثل رواية اعواد ثقاب للأديبة بشري أبو شرار من اصدارات مطبوعات القصة بالاسكندرية ..
.. وهو ما تجده أيضا في روايات الأديبات الموناليزيا لحورية ودوائر السقوط ولا لفرات عبداللـه وأعواد ثقاب أديبتنا بشري التي تتناول قضية انسانية لا تفرق بين الرجل والمرأة ، وتضع بين أيدينا نصا أدبيا ، يحاول توظيف عناصر العمل المتصلة بالشكل بصورة جديدة ..
وتستشعر مع أعـواد الثقاب محاولة إضاءة الواقـع في معالجة تمثل الوعي والقـدرة علي التشكيل والتجريب . ويبدو أن هناك لونا سكندريا بدأت ارهاصاته بمتواليات سعيد بكر وليالي خيري .. وهاهي أعـواد بشري لتصبح المتوالية والليلة والعود وهكذا ،هي وحدات مستقلة ، وتشكل نوعا من الترابط بحيث تعطي الشكل الروائي الجديد ولتعلن المرأة عن تواجدها وبصماتها في ذلك اللون الجديد من اشكال الرواية ..
.. رواية أعواد ثقاب هي الأولي للكاتبة الفلسطينية الأصـل ،والمصرية الجنسية والإقامة بعـد مجموعاتها القصصية ( أنين المأسورين ، القلادة ، جبل النار ) .. وهي تروي بحكاياتها ـ من خـلال بطلتها أو سيرتها الذاتية ـ وقـائع تجعلها شاهـدة علي قضية إنسانية ، عايشتها مغـتربة زمنا وحملت ذاكرتها الحية صورها المتناثرة ، وفاضت مشاعرها مع والدها المحامي ، وشقيقها الشهيد ،وأمها القـدوة ،لتجعلنا نعيش أيامها الممتدة بصـورة أكثر من كونها عرضا لموقف ،أو استلهاما لمعني ، وهي تسجيلا لدنيا لا تزال تصرخ علي وهج اشتعال أعـواد الحريق الذي يسري بين جنباتها ، فهي إنسانه وأديبة ، وتحاول أن يحرك العـرض الأدبي لروايتها المشاعر الإنسانية للمتلقي كإنسان أولا ومتذوق أدب ثانيا ،وقد تكون علي حساب الجنس الأدبي ، ولو بإشعال أعواد ثقاب تضئ مع الصبر بصيصا من الأمل ،يزداد مع تزايد أعواد الثقاب والتي تتوهـج بين أيدينا ، لتجعل للحيـاة قيمة ومعني ، وجمال التضحية حتى ولو احترقت العلبة .
عند قراءة هذا العمل من المنطلق السابق ، تصورت أننا أمام نوعـا مما يسمي أدب المقاومة والمرتبط بتوجهات الكاتبة ..أو أدب الحقيقة والذي ينقل الواقع وتجريده اعتمادا علي نوع القضية المطروحة ، أوما يسمي بأدب الغربة استنادا إلي الحالة النفسية والحياتية للكاتبة .. لكن يبـدو أننا أمام تجربة أدبية خاصة تستدعي الذاكرة أحيانا ثم تجري المعايشة من جديد للماضي والحاضر من منظور المراقبة ، والصياغة الفنية للعمل بهدف إطالة زمن توهج أعواد الثقاب وتشكيل الواقع أدبيا وهي نوع من المقاومة تشعلها وتحكيها الكاتبة بلغة سلسة جميلة وحيث تستهلها.. (وعيون النـار ساكنة في مطارحها ..صنبور المياه ينتظرها لتدير مقبضه فتخر مياهه ..تمتلئ ركوة القهوة .. تحملها ..تلامسها) ..
هكذا النار كامنة والمياه تنتظر في مفارقة فنية تعطي أبعادا مختلفة للعمل ومع أبخرة متصاعدة تحكي ، وتحكي ، ولهيب أعواد الثقاب المشتعلة يلسعها ، فتشعل الثاني والثالث إلي العود الثامن والعشرين في صدق مع النقلات يضفي حميمية التواصل والربط الفني ..
يقول الاستاذ عبد اللـه هاشم في تقديمه لرواية ابو شرار .. يعتمد بناء هذه الرواية علي تقديم كل عود علي انها قصة قصيرة ـ ولكن اذا جمعناها أصبحت رواية متكاملة الأحداث والمواقف والشخصيات ..إن ابطالها أشبه بأعواد الثقاب التي تتصل وتحترق لتنفع الآخرين ، وتجعل للحياة معني وقيمة ، وفي سبيل هذه المعاني تضحي بمستقبلها ، بل بحياتها قي سبيل غاية نبيلة .. وبشري ترتبط روحيا وعاطفياوحياتيا بوطنها فلسطين ، وهي تلتزم بقضيتها في هذه الرواية بلعة فنية عالية ن وصور قصصية موحية ، لتشعل أعواد ثقابها لهيب قضيتها المشتعلة
في استعارة بلاغية كان الأثير يسافر إليها ، ويأتي بها صوتا مخمليا ، يحمل قوة تنزف ضعفا .. ويعلو صوت الراوي والصوت يلملم خيوط الشمس الذهبية حيث يرقد الجسد هناك مع عود آخر..وينام في حضن الثلج ، الذي يسقط علي قلوب هنا وهناك ، ليطفئ جمرات القلـوب .. تسيل الدموع فتتساقط منها كل الحكايات فننتقل معها لنعيش العالم الذي عايشته ، وعلينا مجاراتها لاكتشاف الجذوة اللاهثة والمشاعر المتدفقة .. والآن هل تناثرت أوراق هـذا العمل بدون رابط ،أم هناك رابط أو أكثر .. أو بصورة أخري هـل احترقت الأعواد أم توهجت وكان اتقـادها مستهدفا ، أم هل كانت فرقعة في الهواء ..؟
..هي الواقع والحقيقة من وجهة نظرها ، وحيث يستمر خط القهـر مع فرش العجين علي عتبات الانتظار عند الدخول أو الخروج من البوابة في ليلة ثلجية وتحت أوراق التـين ، وتعيش معهـا الإحساس بالظلم المستمر مع أكثر من عود ، فجسدها هناك من يحمله ، وقـد تمـوت بعيدا عن حـارة الفواخير في بلاد العجائب ومدفأتها القديمة ، وقلبها يهتف من عوالم الغيب ، يناجي ..قد ترين قلبا يحبك يا بلدي هو قلبي أنا.. وعينان يرقد فيهما إطارا لصورة جميلة ، بريقها لا يخبو أبدا هي صورتك .. ورغم براعة الالتقاط ومعايشتها الخوف والمجهول ، فالسؤال لا يتركها .. متي سيرحل الأب أو الأخ أو الحبيب وكيف تستمر الحياة .. فكلما ذهبت إلي هناك تفتش بين مئات القبور وسط ألواح رخامية ،وظـلام المجهول يحيط بها مع عود هنا وهناك ، وتتعثر قدماها بنباتات الصبار ، وشقائق النعمان التي انبثقت منها زهرات حمراء من دم الشهداء ، تقف دون أن تدري ..
(أتلفت حولي فأجـد قـبر أبي هو الذي يدلني علي الطريق إلي زيتونة مزروعة في أرض دفن فيها حيث البرية ..) .. ليظل الوالد هـو الرمز والقدوة والمرشد .
وتعود الذكريات مع حبات القهـوة والنسمات المقدسيه في وطن أصبح قطعة جبن مثقوبة .
ـ أرأيتم نبات الجهنمية كيف تسلق من بين العشب البري ..والأقحوان لف سور الرابية هناك ، ومع الوقت يلتف علي النوافذ ، وتتدلي أوراقه لتحوط البيت كله .. وهذا يحكي في بساطة قصة التغلغل الصهيوني في البلاد بصورة فنية وليست تقريرية ، وجمل قصيرة لتجنب متاهات السرد فالمنظور الذاتي الغالب هنا لا يخرج عن إطار الوعي بواقعه.
..الوالد يهتف :
ـ والخوف من أن يأتي (بيجن) ويلقي بنا في صحراء .. خلف سياج .. ومن خلال الثقوب يطل ليل غـزة الحزين علي وهج العـود التاسع ، وتضيق الدنيا ،ومع الظـلام الدامس تلمس فاطمة أو بشري بأطراف أناملها أعـواد ثقاب لم تشتعل .. وتمر بضغطة ناعمة علي جـدار علبة الثقاب بعد أن أخرجت أول الأعواد فيشتعل ، وتتوهـج الذكريات منذ استقبلتها أم سرور القابلة مع زغاريد فايزة ، وأم الحسن رغم أنف السياج ، ومع كل عـودة إلي أرض وطنها ،متخطية الأسلاك الشائكة حول جبـال مزاب ، والنويعمة ، ومـن وراء الأبواب الكهربية علي طـول طريق الآلام وبيت حنينا ، لتنطلق معهـا صفارات الإنذار من باب السمرة .. وبوابات القدس . .. لقد هرب زمن صلاح الدين ..
وطاردتها عقـارب ساعتها من منطقة حي الشيخ رضـوان ، ومخيـم البريج إلي منطقة الرمال شارع فلسطين ، وسط نخيل خان يونس علي طريق دير بلح ، فأصبحت تخاف ، وتخاف أن تنفلت منها خيوط الزمان الواهية ، وأودعت أوراقها أمانة لآخر عود ثقاب فلم تعـد صحتها تقوي علي السير ولا النهوض وكأنها أوصلت الرسالة بالتعريف بوطنها.. وهنا تتداخل أصوات الشخصيات بأصوات الراوي وتتوحد المشاعر.
ومع كل سطر وكل عود ثقـاب كانت الكلمات تشتعل بالهاجس المتسلط علي الشخصية وهي تطرحه بتلقائية معتمدة علي الإيحاء بعيدا عن الإنعكاس النفسي ..
وقد أموت أنا بعيدة أيضا ، وقد خبا العود الثامن والعشرين لاحقا بالثاني والعشرين .
ـ أتركني لأموت هنا فـوق بيتي .. أموت علي أنقاضه رغما عـن الجـرافه التي رفعت كفها الحديدية الضاربة في قلب سور المنزل .. ثم إلي العود الخامس عشر ،إلي حيث سافر ليل مدينتنا يحمل جـدتي مسافرة إلي بلاد يضئ فيها القمـر ، وينحسر الغمام ، لتسافر الأصوات ، وتقترب المسافات بين الأعـواد المشتعلة أو الشخصيات والمواقف ..
.. هكذا نلمح خطا دراميا يوازي حالة القهـر المسيطرة علي أبطـال القصص ، يتحـرك معه بالتوازي واقعا محكيا يجسـم القيم التي تحكم حياة هـذه الجماعة ، والتربية والتنشئة للأجيـال ودور الأب والمحامي كرب للأسرة ،وكمقاتل يستخدم مهنته لخـدمة بلده وأهلها .. وعلاقات الجوار والحياة اليومية وسـط غطرسة المحتل .. تحكيها علي لسـان شخصيات بسيطة تحيط بالبطلة الراوية ، وأمها شريفة ،وجدتها زبيدة ، وهـن غالبا نساء،أم ياسر ،وأم طـلال ، وأم سالم ، وبهية .. وحيث يعشن مع الثرثرة والحديث ـ الذي هو متنفس لأرواحهن ـ عن أحـوال أهل يافا ،وأهل المجد .. وكيف يتعاملن مـع الموقف عند حواجـز التفتيش .. ورائحة الخيانة وهكذا رصدا للحياة اليومية ومنمنماتها والإسترجاع والتقطيع من وجهة نظر البطلة الراوية ..
أما شخصيات الرجال إسماعيل وفاروق ومحمد كمال ، وماجـد المدرس الشهيد ، فتـأتي في دور ثانوي بجانب شخصية الأب ، صاحب التأثير الواضـح في توجهات الراوية وذاتها الأنثوية والذي يملك صوت المطرقة والسندان في لطمة إفاقـة ، أو وسط قاعـة المحكمة بجانب الحنان في البيت.. والمكتبة الكبيرة.
ومع كاميرا الكاتبة تتجمع منمنماتها اليومية وهي تزداد حدة أو توهجا مع بعض المواقف ، ويخفت صوتها ، ولهيبها يخبو مع أعـواد ثقاب ، أو قصص ومواقف أخري .. وقد أزاح النـور العتمة وظـلال أغرقوا فيها أحزانهم ، أو تحت ظلال أشجار التين ،وأشواك الصبار قد استقامت ،تعانق خيوط النور لتنسج الحكايات وطبقا لوضعها بالنسبة للأحداث مع تيار وعي يستدعي ما في ذاكرته بلا ترتيب لتضيق العدسة أو تنفتح .
وطبيعيا أن يكون انتشار اللهيب المتأجج ، والباهت متوزعا في شكل غير منتظم ، لا يعتمد علي رتابة الانتقال بين عـود وآخـر .. بل يأتي مع الذاكرة لتلون الوهـج باتقادها كلما غاضت الأضواء المبعثرة من البعد لنجوم أنهكها الوميض ، والعادات تعبر عن الزمن مهما بعد .. ومع الوهج المتباين للأعواد تلتقط أعيننا صور الحياة اليومية ، والعادات والتقاليد لهـؤلاء النـاس مثل أم تريد صبيا ، وكيف ستلد سعـاد وسط الحصار.. وعائلة تفتخـر بعدد بناتها وأبنائها ليكونوا جنـود المستقبل ، وفرش العجين والهرب من المجنزرة ، وغير ذلك إلي الترحال من مخيم إلي آخر وعود إلي آخر وافتتاحيات مختلفة وليرسب في ذهـن القارئ أسماء فلسطينية لمدن وقري وشوارع ،وناس رسموا خط حياة الكاتبة ، وخلدتهم حكاياتها بلا رتوش أو لمحات افتعال.. ولكن هذه القضية كانت تحتاج إلي رصد صور البطولة والكفاح ضد العدو بشكل أكثر توهجا ، فأعواد الثقـاب تشتعل كما نريد .. المقاومة لا تتوقـف عند الصمود ، والتمسك بالأرض والبحث عن خبز ساخن ،لكن الدماء التي سالت في سبيل هذا الوطن كانت تحتاج لمزيد من التوهج .. ويصبح لأعـواد الثقاب دلالاتها المتعددة من وهج يضئ ونار تحرق أيضا.ويمكن تجميع خيوط الجوهر والأحداث .
أيضا كان يمكن أن تكون غزة المكان هي البطل مثل ميرامار نجيب محفوظ وموقعها علي الكورنيش ، خاصة وأن للقارئ العربي خلفيته الخاصة عن هذه القضية و من حيث رصد خصائص تخدم العمل ..ربما يمثل عرض الناس والمكان عبر رؤية الراوية لتحفظ صورة التاريخ والجغرافيا ضد التغيير .. لكن يستمر السرد فمن أعلي التلال ننحدر مع العود السابع عشر ولغتها الجمبلة لتظهر لنا بيارات البرتقـال كبساط ريح ، نسرع إليه ،نمتطيه ، وندور معه علي نغمات صوت الطرمبات ، ونقيق الضفادع في حضن بياراتنا ..
..تقول مع العود الثاني ( في ربيع بلادنا تزهر أشجار البرتقـال فيفوح عطرها الذي يسافر في كل فلسطين من غزة إلي الخليل ..) ..
وتلمح ترابط أعود النسيج الروائي ويشتعل العود الثالث عشر ليعلن استمرار الأمل ..( مابين أوراق أشجارنا يعبر جسدي النحيل ، تطالع وجهي أغصـان متدلية بحبات البرتقـال حين تلمع في وجه الشمس الآفلة معانقة لعهد ووعد أن ينام البرتقـال في حضن القمر ..)
هكذا تتوهج الذاكرة بحدث يكون الحلم استشرافا للمستقبل مع زهرات البرتقال ..ومن هناك من آخر رف من رفوف الخـزانة تلمح الماضي والحاضر والمستقبل مع العـود الحادي عشر..( اتجهت الأنظار إلي الأم متسائلة .. أيتركنا أبي أول أيام العيد ..إلي أين ..؟
ـ ذهب لزيارة إخوانكم المعتقلين ..
وتعود إلي رفيقتها لتحكي كيف تسهر كل ليلة مع القمر تراقب النجوم ، والشهب المتساقطة التي تتوهج وتذوب في ظلامنا ..وتسمع صوت وقع أقدام ..دوي رصاص ، طلقات مدفعية ،وتحلم بالخلاص من الملل والعودة إلي المدرسة .. وتتابع مسيرة والدها وسجنه لتفاجأ بمعتقل خاص داخل المعتقل الكبير لكل الوطن ..
(نخرت أنفه رائحة العفـن المتبخرة من جميع الزوايا ، من مكان لم ير الشمس من سنين ،ارض متحفرة داكنة .. في أحد أركانه ثغرة اتخذت شكل مرحاض .. جدران متآكلة حفرت عليها كتابات مائلة ..نقوش ..علامات أظافر ..بصقات دم ..لن نركع .. لن نفرط ..لن نخون .. ثم راحت تفتش لنفسها عن مخـرج ..كان للشمس شعـاع يتسرب إليهم فتنحدر خطوطا تعلم علي قسمات وجوههم المتعطنة ) ..ويرسل المحامي الأب صوت الأمل قويا ..
( .. قفوا يا رجال ..ارفعـوا هاماتكم ..تنفسوا ملء صدوركم وامسكوا بخيوط الشمس ) ..
مع الأعواد الساكنة والمشتعلة تتوهج المأساة بين الأمس واليوم والغد بشكل درامي ، ويغيب الناس وسط أنين المأسورين .. ونعيش مع تيارالوعي، أو امتزاج الذاكرة والواقع القديم والحالي ،ومع مقاومة ظروف الحياة اليومية لأناس يتنفسون حب الوطن ،وحيث البطولة الجماعية للناس والمكان بكينونته..
وترصد التواجد الإنساني بملامحه البسيطة والواقعية ، ورصد المكان بطريقة من يحفر في وعي الذاكرة ويستوضح معالم التاريخ ليقاوم بطريقته محاولات التغيير لوطن يعشقه القلب قبل الجوارح .. وهو يهتف ..الحقيقة هي الإنسان .. تتغير الأماكن ويتحرك الزمان والتاريخ وتستعر المؤمرات لكن ذاكرة الإنسان البسيط تظل تحمل التراث وحقيقة الجغرافيا ، وصدق التاريخ ..