كبرياءٌ أحدبُ
للشاعر عبدالأمير الشيباني
تَــــرنو...وأبعَــدُهُمْ اليكَ الأقــــربُ
تَغـفو...ولَـوْ طَيفٌ عليكَ سَيكْذِبُ
تَصحـــو وَفي عَينيكَ... حلمُ نبوءةٍ
تَبدو نَبـيـّاً ...بَيدَ أَنــــَّكَ مُتــــْعَبُ
وَتُـضيءُ في كُلِّ الجهاتِ...نَعمْ تُرى
مِـنْ دونِ كلِّ الخـلقِ حُــزنُكَ كَوكبُ
وتُصدقُ الأضغاثَ ...وهي خُــرافةٌ
وتأوّلُ الدُّنيا ... وقمحُكَ خـُـــلَّبُ
الليل ُ للرائي ...وللصُبح ِ الرؤى
ولحنطةِ الفقراءِ... جوعُكَ موكبُ
فَسكونُ طــرفـِكَ لو يشاءُ بِلمحـةٍ
أن ْ يـَغسِلَ الهضبات ِ وهو مُخضّبُ
أنْ يَعصُرَ النـَّجمات ِ فوقَ مروجها
ويـَعــــودُ سحرُ حقولهِا يـتَشعَّبُ
حــُزنٌ... نعمْ...للحزنِ ضوءُ بشارة ٍ
تـتلـــونُ الآفــاقُ ... لـــوْ يتسرَّبُ
تتنفس الأحلام ُ في خدرِالمدى
وتفيضُ في رئةِ الصباح ِ وتَسْكُبُ
وتــُزغردُ الاشجارُ ... في اغصانها
عرسٌ...وعشُ ربيعها يـَتخصَّبُ
تتعطـــَّلُ الكلماتُ في رجع ِ الصدى
وتـــَردّدُ الجـدرانُ مما يـُطـِربُ
لكــنَّ آلام َ الضلوع ِ مَخاضُ عــَ
ذراءٍ بـــِـها تَــطــأُ الحياة ُ وتُنـــْجِبُ
هيَ ساعةٌ في التيهِ... لا معنى لهــــا
ليلٌ مـَــــداكَ... وكلُّ نــجمٍ مِخلبُ
يا ليتَ دَمعَكَ لـوْ يــُحدِّثُ مــــــــرةً
إنَّ الدُّموع َ بــَريئــةٌ...لا تـَـكذِبُ
لكــنَّما... للعين ِ بئرُ محاجــــرٍ
أمسى بــــِـها تحتَ الغياهبِ غيهبُ
ماذا لو انتفضتْ بعينكَ نظــــرةٌ
لجعلتَ مــــــــــاءَ العين ِ ناراً تخطِبُ
هي حكمة ُ النـَّخل ِ الابيَ إذا ارتضى
أَنــِفَ الجــِذوع ِ...وَسعفهُ يتكــرَّبُ
ما زلتَ طفلاً ...وَالحياةُ مكيدَةٌ
خضرٌ رؤاكَ ...وطعمُ قلبِكَ طـيّبُ
هـــذا أديمـُــــكَ كَيفَ شــاخَ بِمُقلتي
والنــَّهـرُ بِكــــْـرٌ والشَّواطىءُ ثـــُيَّبُ
الماءُ...للأعرابِ...والحصباءُ لي
ظَمِىءً أَلوبُ..وكلُّ أرضِكَ مـَحْلَبُ
بَللْ تُرابـَكَ...مـنْ حروفِ قصائدي
وأقرأْ...لَعلّيَ في تُرابـــِكَ أُعْرَبُ
وَاكــتبْ...لـِتخْتَصِرَ المسافةَ في دمي
منْ قَبلِ آدمَ كُـنتَ وحدكَ تكـتبُ
نفسٌ... وما للنفسِ أيُّ خطيئةٍ
إن ْ يملأَ الانسانَ ... ظـلٌّ مـُذئَبُ
فـــَلـربما اعتكــفتْ لآخــــــرِ سكرةٍ
لـــِتُريكَ مــَنْ في ذاتِـــــهِ يَـــــــتـغرَّبُ
ولَـــــربما اعتصمتْ بزيف ِ مشيئةٍ
إنَّ النفوسَ تُساقُ فيما تـــَـرغبُ
فأهنأ بــِذنبــِكَ ...فالذّنوبُ لذيـذةٌ
لــــَنْ يَسخَرَ التأريــخُ ممنْ يُذنـــِـبُ
هيأ ْ لـِنفسِكَ سيرة ً تسمو بهــا
لـــِمَ أنت َ فينا كلَّ يــــــوم ٍ تـــُصلبُ
وإحملْ لموتــِكَ كبريائكَ ...إننا
روحٌ تـــَنـوءُ...وَكبــْرياءٌ أحــْدَبُ
.............
للشاعر عبدالأمير علوان الشّيباني