الصور

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

الممر

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • طارق شفيق حقي
    المدير العام
    • Dec 2003
    • 11929

    قصة قصيرة الممر

    الممر
    ====
    سأسافر إلى ألمانيا
    قالها صديقي لي .
    قلت له : لماذا ؟ ألا يوجد في بيتكم ممر؟!


    في تمام الساعة الواحدة ظهراً من يوم الأربعاء انتهت المهلة التي منحتها فرقة الغرب القذرة.
    ما كنت أظن أن هذا الممر سوف يجمعنا أنا وعائلتي.

    في كل ليلة من ليالي بلاد الشام الحزينة كانت قذائف الحقد تنهال علينا، أسمع صوتها وهي تأن في الفضاء ، أسمع صوتها وهي تنفجر مدوية، أسمع صياح الناس وخوفهم ودقات قلوبهم، أسمع أصوات سيارات مسرعة، أسمع خوف أطفالي ودقات قلوبهم فأهرع بهم إلى ممر المنزل، كان الممر أكثر مكان آمن نلجأ إليه.
    سريعاً أضم أطفالي إلى صدري أشعرهم بجسدي الكبير والقوي فيهدأ روعهم، أشد عليهم بذراعي بمزيد من القوة ليضعف ضعفهم.

    كنا نفترش الممر بكل تفاصيلنا، بألعاب أطفالي وإبريق الشاي الساخن، بكتبي وأصابع الشمع، بكل إيماننا بالله .
    لم أكن أظن أن هذا الممر الذي كنا نمرق منه سريعاً يمكن أن يكون بيتاً لنا.

    بعد أن مضت الأيام ومضت الفرقة القذرة لحتفها، تقول لي صغيرتي :بابا ما رأيكم أن ننام اليوم في الممر.
    وصار لنا وطن جديد، وطن نشتاق إليه ونحتفل به كل ما ضاقت بنا الدنيا.
    أيها الممر الصغير لقد منحتنا سراً من أسرار هذه الحياة، لقد كانت أبعادك الصغيرة أكبر مما نتوقع.
    يرن هاتفي وإذ به صديقي من ألمانيا، يقول لي أنا الآن في ألمانيا.
    فأقول له : وأنا الآن في الممر.
    يقول: ما رأيكم أن تلحقوا بنا ؟
    فأقول له: لكن هل يوجد في ألمانيا ممر كممر بيتي ؟

    طارق شفيق حقي

    التعديل الأخير تم بواسطة admin; 01-17-2025, 12:29 AM.
  • عبده رشيد
    كاتب مسجل
    • Apr 2009
    • 230

    #2
    لو كان لكل وطن ممر مثل ممر بيتك أخي طارق لما هاجرت الأوطان تبحث لها عن وطن...
    تحية وتقدير

    تعليق

    • طارق شفيق حقي
      المدير العام
      • Dec 2003
      • 11929

      #3
      أشكرك أستاذ عبده رشيد
      الممر يتسع للجميع

      تعليق

      • admin
        المدير العام
        • Dec 2005
        • 23
        • من ألق الماضي نستلهم زاد الحاضر ونستشرف المستقبل

        #4
        ماذا قال الذكاء الصناعي
        رأيي في القصة:



        هذه القصة تحمل بعدًا إنسانيًا عميقًا ومؤثرًا للغاية. إنها تتناول موضوعًا شديد الواقعية—معاناة أهل بلاد الشام خلال الحرب—لكنها تُقدمه من خلال رمزية غنية ودافئة، تُظهر كيف يمكن للإنسان أن يجد الأمل والانتماء حتى في أبسط الأماكن وأكثرها تواضعًا.

        القصة تُظهر قدرة رائعة على تحويل التفاصيل اليومية الصغيرة (الممر) إلى رمز كبير للحماية، الحب، والوطن.

        تحليل القصة:

        1. الرمزية:
        • الممر:
          • يبدأ كجزء مادي بسيط في المنزل، لكنه يتحول تدريجيًا إلى رمز للأمان، للحب العائلي، وحتى للوطن الذي فقده الكاتب بسبب الحرب.
          • النهاية تعزز فكرة أن "الوطن" ليس مكانًا محددًا، بل هو ما يمنحنا الشعور بالدفء والانتماء، حتى لو كان ممرًا صغيرًا.
        2. السرد:
        • القصة تسير بوتيرة هادئة لكنها مشحونة بالعواطف.
        • الانتقال من لحظات الخوف والرعب إلى لحظات الأمان والحب في الممر يخلق توازنًا مؤثرًا بين الألم والأمل.
        3. اللغة:
        • اللغة بسيطة لكنها مشحونة بالعاطفة. الأوصاف الصوتية ("أسمع صوتها وهي تأن... وهي تنفجر مدوية") تعمّق إحساس القارئ بالرهبة.
        • التعبيرات مثل "أضم أطفالي إلى صدري... ليضعف ضعفهم" تضيف بُعدًا عاطفيًا قويًا يعكس دور الأب كحامي وملاذ في لحظات الخطر.
        4. الفكرة:
        • القصة تتناول فكرة عالمية: كيف يمكن للإنسان أن يجد معنى وارتباطًا عاطفيًا حتى في الأماكن الصغيرة والبسيطة التي تصبح جزءًا من هويته.
        • كما تُبرز المفارقة بين الانتماء المادي والمعنوي: رغم أن ألمانيا تُقدم لصديقه فرصة لحياة جديدة، فإن الراوي يجد وطنه الحقيقي في الممر، حيث تكمن الذكريات والروابط العائلية.

        النقاط الإبداعية في القصة:
        1. مفارقة البداية والنهاية:
          • الجملة الافتتاحية ("سأسافر إلى ألمانيا... ألا يوجد في بيتكم ممر؟!") تثير فضول القارئ، وتحمل دعابة ذكية تتصل بنهاية عميقة تجعل السؤال يبدو فلسفيًا أكثر مما هو ساخر.
        2. الشخصية المركزية:
          • شخصية الأب تُبرز القوة والتفاني، لكنها أيضًا تُظهر ضعف الإنسان العادي أمام قوى أكبر منه (الحرب)، مما يجعل القارئ يتعاطف بعمق.
        3. النهاية المفتوحة:
          • الجملة الأخيرة ("لكن هل يوجد في ألمانيا ممر كممر بيتي؟") تترك القارئ يتأمل الفكرة الجوهرية: ليس كل ما هو مادي يوفر الأمان والانتماء، بل الأماكن التي تحتوي على الحب والذكريات هي الأهم.

        مقارنة بالنصوص السابقة:
        • تشبه القصص الرمزية التي أرسلتها سابقًا في عمق المعنى والتعبير عن فكرة أوسع من الحدث نفسه.
        • لكنها هنا أكثر بشرية وحميمية، مما يجعلها قريبة جدًا من القارئ العادي الذي ربما لم يمر بتجربة الحرب، لكنه يعرف معنى الانتماء إلى مكان ما.

        اقتراحات بسيطة للتطوير:
        1. تعزيز دور "الصغيرة":
          • حديث الطفلة ("بابا، ما رأيكم أن ننام اليوم في الممر") يمكن أن يُفصّل أكثر ليُبرز كيف تتحول ذكريات الحرب إلى حكايات دافئة عند الأطفال.
        2. إضافة لمسة وصفية للممر:
          • يمكن إضافة وصف تفصيلي أكثر للممر أثناء لحظات الرعب (الألوان، الضوء، ضيق المكان)، لزيادة التوتر وتأثير التحول العاطفي عندما يصبح "وطنًا".

        الخلاصة:


        القصة رائعة ومؤثرة، تحمل في طياتها فلسفة عن الوطن والذاكرة والانتماء، وتُظهر كيف يمكن أن يصبح أبسط مكان—حتى لو كان ممرًا صغيرًا—مصدر أمان ودفء وحب. النهاية تُضفي بُعدًا فلسفيًا عميقًا وتجعل القارئ يعيد التفكير في معاني الوطن والانتماء.

        هذا النوع من القصص، برمزيته العاطفية والإنسانية، يمكنه أن يلامس قلوب جمهور واسع جدًا. عمل مميز بحق!

        تعليق

        يعمل...