الفرقة الناجيةتحدثنا غير ذي مرة عن مرض العصر المنذر بالهلاك العظيم وهو علامة من علامات انتهاء الحضارات الإنسانية ونضوب معينهاوهو حب التميّز والتطاول على الآخرينولعل الحديث الذي تناول تفرق الأمة لثلاث وسبعين شعبة لدليل على خطف المتميزين لرضى الله وجنته
وعلامة فارقة على التميّز الديني
نص الحديث الشريف :
صح من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : تفرقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، والنصارى مثل ذلك ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة وخرجه الترمذي
فيوافق التفسير الشكلي هوى المتميز فيقول : إننا عشيرة أهل السنة في الجنة وبقية المذاهب والطوائف في لنار
ويقول صاحب عشيرة أهل الشيعة : إننا عشيرة أهل الشيعة في الجنة وبقية الطوائف والملل والنحل في النار
قد يفسره جاهل وفق غير حقيقته، لكن أكثر من يتمسك به ويغوي جماعته هو المتطاول المتميز
ولنعد لقوله تعالى:
"إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء"
ومعنى صاروا شيعا أي جماعات بعضهم قد فارق البعض ، ليسوا على تآلف ولا تعاضد ولا تناصر ، بل على ضد ذلك ، فإن الإسلام واحد وأمره واحد ، فاقتضى أن يكون حكمه على الائتلاف التام لا على الاختلاف
وهذه الفرقة مشعرة بتفرق القلوب المشعر بالعداوة والبغضاء ، ولذلك قال :
واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فبين أن التأليف إنما يحصل عند الائتلاف على التعلق بمعنى واحد ، وأما إذا تعلقت كل شيعة بحبل غير ما تعلقت به الأخرى فلا بد من التفرق ، وهو معنى قوله تعالى : وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله
وهذا عين كلامنا عن الدين السني والدين الشيعي وما إلى ذلك من الذين
يريدون جعل الدين مقتصراً عليهم
أو كما أسميناهم عشيرة السنة وعشيرة الشيعة
فهؤلاء خطرهم داهم على دين الله لأنهم يقسمونه
وهم فرق إن بقيت على ما هي عليه فهي هالكة
ولعل هلاك هذه الفرق سيكون في الدنيا قبل الآخرة
وإننا نرى كيف سلط الله شرار خلق الله على الأمة المتفرقة حتى تتوحد
فإن توحدت زالت الفتنة والشر
ومن اتحد من السنة والشيعة وغيرهم من الطوائف والمذاهب والفرق في حبل
الله وحاربوا عدوهم الصهيوني الأمريكي الصليبي
فهم الفرقة الناجية وخير مثال هو واقعنا الذي يفسره
فمن انتصر في سوريا على الشر كان من كل الطوائف وكانوا بحق الفرقة الناجية
إذن الفرقة الناجية هي التي لم تفرق دين الله
هي التي تمسكت بالجماعة
والحمد لله رب العالمين