عندما يناديك الوطن..بواسطة صقر المغاوير
إن مما لا يختلف فيه إثنان أن حب الوطن من الإيمان بل يقاس زيادة و نقصانا بمدى حب الأوطان و التعلق بها ، كما أن القلوب السليمة مجبولة على حب أوطانها و الذود عن حياضها
فرسول الله صلى الله عليه و سلم أخرج من مكة موطن صباه و مهد فتوته و رحل قصرا ، لم يحمل بين جنبات فؤاده إلا حبا فياضا لوطنه و تعلقا به حينها قال قولته الشهيرة
( إن حب الوطن يعلمك التسامح و العفو و الصفح و يعلمك التغاضي عن زلات الأخرين و إن نالوا منك )
لأن الوطن أول و قبل كل شيء فعندما يناديك الوطن فيجب عليك أن تلبي النداء لا بد أن يفتدى الوطن بالمهج الغالية و الأوقات النفيسة ، و بلدنا الجزائر أرض الصالحين و الصالحات و الصادقين و الصادقات أرض المجاهدين و الشهداء ، فأجدادنا الذين فدو الوطن بدمائهم الزكية لم يكونو ينتظرون من الوطن رد جميل طوقوا به عنقه فمنهم من لم تكتحل عيناه برؤية وطننا مستقلا ، وها هو الدور علينا فالجزائر اليوم تنادي على أبنائها البررة ليعبرو بها إلى بر الأمان بالإدلاء بأصواتهم لمن يرونه الأصلح مقدمين مصلحة الوطن على كل الحسابات الضيقة و النعرات القبلية و التكتلات الجهوية لأن النصر ماكان ليتحقق لولا أن الشهداء و المجاهدين إنصهروا في بوتقة واحدة هي الوطن و هاهو الوطن ينادي مرة أخرى و نقول له نحن فداك يا وطن فكما حقق أجدادنا النصر سنحقق نقلة نوعية و تغييرا سلميا نابعا من إرادتنا لا من ممليات غيرنا فالأوطان لا يعرف قيمتها إلا من فقدها .
إن الجزائر تمر بمرحلة حرجة فأعداء الوطن يتربصون بنا الدوائر ليجروننا إلى فتنة فلا بد علينا ان نقطع الطريق أمام كل من يريد التلاعب بأمننا و إستقرارنا و العبث بمصيرنا بممارسة حقنا ألا و هو الإدلاء بأصواتنا في يوم العاشر من ماي و الذي سيشكل نقلة نوعية و منعرجا مصيريا في مسيرة البناء و التنمية و جزائر الغد التي تترقبها العيون و تتوق لها القلوب الواثقة من بأن أبناء هذا الوطن لن يخدلوها بل سيكونون السباقين لحفظها و حمايتها و الذود عن حياضها فلنحفظ الله في هذه الأمانة كما قال تعالى ( ستكتب شهاداتهم و يسألون) و لقد صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم (إن المستشار مؤتمن ) .
أيها الأحباب إن العزوف عن المشاركة في الإنتخابات يفتح المجال أمام الباغين المعتدين ممن يودون إشعال نار الفتنة للعبث بالوطن و أمنه فإن كل من يأمل الرقي بالوطن و مواصلة مسيرة التنمية و هو لا يزال يحمل روحا بائسة و نفسا محبطة منزويا عن المشاركة في هذا الإستحقاق مكتفيا بتسديد ضربات النقد و صرخات السخط لن يقدم خطوة لأمام
عن صفحة : الثورة الإلكترونية ضد أعداء الأمة الجزائرية