ماذا وراءك يا رجل؟
... فما إن طرق الخبر المفاجئ أذنيه حتى عدا مسرعا ولم يعقب، ومبلغ ما يقصد إليه أن يدركهم به قبل فوات الأوان، وقبل أن يحدث ما يخشاه، وحتى يثنيهم عما عزموا على اقترافه، لأنه سيعود عليهم بالندامة وسوء العاقبة ...
لم يقصر في عدوه نحوهم، ولم يبخل في سبيل إدراكهم بكل ما أوتي من جهد وقوة، لكن المسافة الفاصلة بينه وبينهم كانت طويلة، فعز عليه اللحاق بهم في الوقت المناسب، أما هم فأخذ بعضهم يحث البعض الآخر على المبادرة دون أدنى تأخير إلى فعل الذي اتفقوا في شأنه، وعلى الإسراع في تنفيذه ...
ثم إنه عندما وصل إلى حيث هم مجتمعون، وقد فرغوا من صنع ما أجمعوا عليه أمرهم، وبعد أن رأوه على تلك الحال المنذرة غارقا في عرقه وإرهاقه، وقد انتهى به الجري إليهم، كادوا ينكرون معرفته، إلا أنهم سألوه بلسان واحد: ماذا وراءك يا رجل؟ ...
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com