( طوبى لأمي )
عماد شاكر العبدلي
طوبى لأمي فـــــي الجنان عساها
والرب من حوض الرسول سقاهـا
فهي الأمينة والحريصــــــة اذ بدا
خطب يهدد فــي الهموم خطاهـــــا
مدت ينابيع الحياة ليــــــــــــرتوي
منها الحنان بوجههـــــــا ومناهـــا
يانسمة الفجـــــــــــر المعلل بالندى
يانعمة الطفل الرضيــــــع يداهــــا
لو يذكر الطفــــــــــل الدلال بمهده
أو لحن أم والنشيــــــد غناهــــــــا
وترتل الآيات حــــرزا إذ مشـــى
حتى يشب مــــع الشباب فتاهـــــا
ماقال أف أو تبـــــرم ثغــــــــره
أو صد عنها في اللقــا وعصاهــا
يانفحة القلب المغنى في الهــــوى
يالحن أغنية الوفا وشذاهــــــــــــا
أماه ماسلم الفـــــؤاد مع النــــــوى
حتى توارى فــي الحجاب وتاهـــا
والروح ثكلى فــي البعاد لأنهـــــا
هيهات أن تلقى الهنا بسواهـــــــا
تروي الفؤاد من الجمال عيونهـــا
شهدا وما أُ سقيته لولاهــــــــــــا
ونظمت شعري من مداد حنينهـــا
حتى تفجر في الحروف صداهـــا
ياربة الحسن المداف بخاطـــري
فأنا الثرى أذ طاب لــي ممشاهـــا
سفحت دمـــــوع اليأس لما قد بدا
في الرافدين مجنـــدل ذكراهـــــــا
صامت على الم الجراح وأفطرت
فالجرح نبض والفراق كفاهـــــــا
دارت براكين الهموم بصدرهــــا
لو دار في فلك الرجال محاهـــــا
فلها الهنا يوم المعاد لصبرهـــــــا
والصبر ركـّز في الجنان لواهـــــا
فهي الأميرة والحبيبة والهنـــــــــا
ونذرت عمري في الحياة فداهــــا