من دمى فاشربوا
"بئس الليالى سهرت من طربى" "المتنبى"
بئسَ تلك الحديقة
لوحة ليس إلا من خيال مهيضْ
عَوْسجٌ يتدلى فوق باب المدينه
تحت قبو السكينه
والرياح العتيقه
عازفٌ نازفٌ فى فضاءِ عريضْ
والنجوم الرقيقه
دمعةٌ أجهشتْ فى عيون القريض
بئس تلك الحديقة
مات فيها الشجرْ
جف ماءُ النهَرْ
غاب وجه الحقيقه
وتوارى القمرْ
عن سمائى وهاجَرْ
لبلادِ سحيقه
آن لى أن أسافرْ
رحلة لا تراها
غيرُ كفِ غريقه
رغم طول السنينْ
كلما ضمَّنا مُنحنَى فى الطريقْ
أو مكانٌ سحيقْ
ضاقَ بى بعد حين
لم تعد تحتوى مرة أو تُريقْ
سمَّ هذا الرحيقْ
علنى أرتوى ليلةَ
أو أفيقْ
من دمى فاشربوا
بعض هذا العقيقْ
واشهدوا من دمى
كان هذا العقيقْ
شعر
فتحى سعيد
من ديوان بعض هذا العقيق
دار المعارف القاهرة 1980م0