ماذا تعني عبارة " جمال القبح " ؟
وهل في القبح جمال ؟
|
ماذا تعني عبارة " جمال القبح " ؟
وهل في القبح جمال ؟
تلك العبارة أو المصطلح الحداثي الذي أتى مع بودلير ، هو أن للقبح جمالاً يدركه المتأملون و المفكرون ، ففي كل شيء جمال و إن لم يدركه الجميع .
قبل بودلير هناك البلاغة العربية الجميلة التي تدخل هذا النوع من الكتابة ضمن باب تأكيد المدح بالذمو تأكيد الذم بالمدح ولنا في الشعر العربي نماذج كثيرة ومتعددة
صدقتم سيدي . و لكم أحني رأسي اعترافاً ..............
سلام الله عليك
ليس المقصود الذم بالمدح والمدح بالذم
كأن تقول : " ما شاء الله كريم الزمان"
وتقصد ما أبخلك
أو كما قال الشاعر الحطيئة يهجو الزبرقان
دع المكارم لا ترحل لبغيتها =واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
لكن هل المقصود بمقولة جمال القبح ، هو جمال التوظيف
كأن نقول سلة القمامة جميلة لأنها تبقي البيت نظيفاً
أي جمال معنوي
أم هناك فكرة أخرى ؟
لا .........الفكرة لا تتعلق بالفائدة .... بل باستكناه الجمال المستكن في ما يحسبه الناس قبيحاً ...
كظاهرة التغزل بالشوهاء و العوراء و البلهاء في الأدب المملوكي
و طريقة السرياليين في بعض أدبهم
وجدت كثيراً من السخرية في الأدب المملوكي وكثيراً من السريالية والتغابي والتظارف والتحامق ، و كثيراً ما يكون التغزل بالعوراء من هذا النوع
لكن هناك منا جاوز السريالية في قطع العلاقات المنطقية بين الأشياء ، وبين الدال والمدلول
وتوصل لقلب العلاقات
فهناك جمال للشر
وجمال للسيئة وجمال للخطئية
وهذا يدخل في إعادة التركيب وهو مدخل حداثي واسع
لعمري إن جل كتاب أوربا مما يقدسون اليوم
بحاجة لمستشفيات نفسية وعلاج بالأبر الصينية وغير الصينية حتى تستقيم نفوسهم وتشفى من الأمراض التي نالت منهم
ولذلك أسباب كثيرة أشعر بالعطف على كثير منهم ، لأن الحروب العالمية دمرت وجدان الكتاب وحولت القيم والثوابت ، مع غياب صمد معنوي يعودون إليه
أخي طارق هنا دخلت في موضوع آخر أكثر تشعبا في البلاغة هو ما يسمى بشعرية النص الأدبي وهذا يعتبر قبزة ونقلة كبيرة في البلاغة المعاصرة التي تستفيد من مناهج حديثة تستفيد من التأويل ونظرية التلقي فيصبح الامعقول معقولا كمجموعة من الأدباء الذين يشبهون أنفسهم بالحمار وأسسوا جمعيات تحت هذا المسمى " حما وبخير" ولتوفيق الحكيم قصة مع الحمار في هذا الاتجاه.
نعما الأدباء هؤلاء ونعم الأدب" الحماري" الذي يكتبون
أنا أدعو أن ننفصل عن الأدب الغربي تماماً
ونكون نظرياتنا العربية الفنية والأدبية والنقدية والجمالية
نستفيد من الغير ونتفهمه
لكن لن نفهم كثيراً من المعضلات الفكرية والثقافية والفنية
لأنها وليدة عصرها ومجتمعها ومحاولة نقلها
محاولة تشوه الوجدان العربي
لو كان هناك وجدان عربي معاصر حالياً
« من هو أويس الذي تكلم عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ | هل يكون التحرر من هنا؟ » |