<1>
كانوا صغارا كفراخ القطا
كبروا وكبرت معهم أحلامهم
وتعاظمت مآسيهم
واختنقوا في ملابسهم الوطنية
تطورت اهتماتهم وآرائهم
كل شيء تغير وتبدل
الا البطاطا
بقيت معهم ثلاث مراتٍ في اليوم
<2>
كنت أستمع لاحدى الأغاني (الاعتراف جميل)
أوقفت الشريط بعد أن تخيلت نفسي فجأة
في عام 2060 قابعا في حاوية خصصت لي فقط
وعلى رأسها صخرة لا بد منها جثمت على رأسي
كُتب عليها "اقرأ الفاتحة على روح محمود الحسن"
<3>
<
>
<
>
بعد ساعة من الحادثة السابقة عُدت لسماع الأغاني
<4>
وفي عام 2060 أيضا اجتمع رؤساء الدول العربية (أحفاد الحاليين)
وقرروا ضرورة تفعيل العمل العربي المشترك
ومساعدة شعوب مصر وسوريا والسعودية والعراق وفلسطين
القابعة تحت الاحتلال والتأكيد على حقها الطبيعي في اقامة دول خاصة بهم
كما شجب البيان الختامي وادان التهديدات والضغوطات على المغرب والسودان واليمن
<5>
سأل المدرس الطلاب فيما لو كان عند كل واحد منكم
المال الكثير (مجرد أمنية) فكانت اجاباتهم
أشتري سيارة وبيت جميل شو ابن الوزير أحسن مني
أذهب للسياحة في دبي
أسافر لأمريكا وفرنسا
أما أحدهم فقال :أذهب مع أمي لأوربة لاجراء العملية لها
<6>
كنت أعيره بأنه صغير ولا يفقه شيئا
غير أنه أمس أصبح رجلا كما يقول أبي
فقد أخرجه من الصف العاشر وبعثه للعمل في دولة عربية مجاورة
<7>
دائما ما يحمّل نتائج خسارته للقضاء والقدر وللحظ أحيانا أخرى
حتى انه عندما يزرع محصولا ما في بداية السنة
يقول :سيصبح سعر الكيلو ليرتين وسيخسر جميع المزارعين
بسبب النحس الذي يرافقني
لكن عندما فشل ولده في الثانوية قال له :
لأنك حمار يا ولدي
<8>
كان جدي حكيما
ونحن لا نتذكر الحكماء الا بعد موتهم
كان يقول بأن هناك أشياء كثيرة
نستطيع اعادتها مراتٍ ومرات
الا الحياة اذا ذهبت فاننا لا نستطيع اعادتها
رحمك الله يا جدي
لو قدر لك أن تعيد الحياة مرة أخرى
فهل ستختارني حفيدا لك
وهل سأختارك جدا لي
<9>
وعلى سيرة جدي فبينما كنت أقطع الشارع
كان هناك عجوز أتعبته السنون وصل للمنتصف
وانتظر حتى تسمح له الاشارة بالعبور مرة أخرى
ملاحظة :كان يوما ما يقطع الشارع من أول مرة........
<10>
رأيت مع رفاق الغربة مطعم عربي
فدخلنا
كان هناك صوت يملؤ المكان ويصرع الآذان ويذكرك بالأوطان
كان يقول
يا حمد يا حمد
مانك شيك ومانك سبور
يا عربي مانك حضاري
وأيضا
يا سوسو يا سوسو
طلب أحد الحضور تغيير الحضارة العربية
عفوا تغيير الأغنية العربية
بهدلتنا يا حمد
<11>
وأخيرا
هو الوحيد بيننا الذي أبى أن يزور أهله في الصيف
بحجة أنه سينهي هذا العام ويعود نهائيا
استيقظنا صباح الجمعة على خبر وفاته
رحمه الله وأسكنه فسيح جناته