مِرآةُ روحي
*****
أنا مَا نَسيتُـكِ يَـا بَعْـدَ عُمـري
فأنتِ الأميـرةُ فـي كُـلِ أَمـري
وأنتِ النَسيمُ الذي فَـاضَ عِطْـرَاً
وأنتِ السُرورُ إذا ضَاقَ صَـدْري
وأنـتِ الـدَواءُ الـذي رَد قلبـي
كـأن الـذي كـانَ لَيلَـةَ قَــدْرٍ
وأنتِ العيونُ التـي فـي دُجَاهـا
أنَـامُ وأصحُـو بقلبـي وفِكـري
تَقوليـنَ أيـنَ المواعيـدُ مِنـي؟
وبُعدُكِ مُـرٌ وقَـد طَـالَ صَبْـري
وقُربُـكِ كالـرَوضِ وردٌ وعطْـرٌ
وحُبُّـكِ شِّعْـرٌ وهَمْـسٌ بسِـري
وهَمْسُكِ كالسِّحرِ ينسَـابُ لحَنـاً
ويَغـدو ابتسامُـكِ طَلعـةَ فَجْـرِ
وعِطـرُكِ أزكَـى ودِفـؤُكِ أنقَـى
وحُبُكِ كالنَبضِ في القلبِ يَسـري
وفي مُقلتيكِ أرىَ البَحـرَ أصفَـى
وبينَ الشِّفَاهِ بدا الشَّهـدُ خمَـري
وفي وَجْنَتيـكِ مَـع الـوَردِ سِـرٌ
خَجُـولٌ يَبـوحُ مَسَـاءً بسِـري
فكيفَ سَأنسَـاكِ والقلـبُ يَحبـو
كطِفْلٍ بحُضنِـكِ يَلْهـو ويَجـري
وكيفَ سأنسَـاكِ والـروحُ تَحيَـا
بحُبِّكِ واليُسرُ مِـن بعـدِ عُسـرِ
سَلي الشِّعرَ والزَهرَ والطَيرَ عَنّـي
سَلي البدرَ والشمسَ والنَهرَ يجري
سَلي القَلبَ لو يَعدِل القلـبُ حَقَّـاً
لقَدَّمَ لي في الهـوَى ألـفَ عُـذرِ
فما الأمرُ أمْرُكِ يَـا بَعْـدَ عُمـري
إذا ما ابتعَدْنَا وما الأمـرُ أمـري
رعَـى اللهُ حُبَّـاً وعَهْـدَاً كتَبنـا
وسَلَّـم قَلْبَـكِ مِـن كُـلِ شَــرِ
ثــروت سـلـيـم