دماء غزة

شعر / محمد حسن العمري
------------------------------------------------------
دِماءُ غزَّةَ تَروي كلَّ مَنْ شَربُوا
مِنهَا فَدَع كلَّ مَنْ قالُوا ومَنْ كَتَبُوا
وَدَعكَ مِنْ كُلّ قولٍ لا يُؤيِّدُهُ
فِعلٌ فَمَا للَّذي يهذِي بِهِ أدَبُ
هلْ يخْجَلُ المرءُ مَنْ أقوالَ أمَّتِهِ
أوْ صَمْتِهَا بَينَمَا الأفْعَالُ تَحتَجبُ
كَرَامةُ المرءِ في هَذا الزَّمَانِ غَدَتْ
مسلُوبَةً مِنهُ والأوْطَانُ تغْتَصَبُ
في غَزَّةَ اليومَ يا أبناء أمَّتِنَا
جَرَائمُ القتلِ والتَّدميرِ تُرتَكَبُ
والقالُ والقِيلُ يُثرِي كلَّ مؤْتَمرٍ
وللْقَرَاراتِ في أعقَابِهِ عَجَبُ
فَلْيَعلَم النّاسُ أدنَاهُمْ وأبْعَدُهم
مِنْ أمّتي أنّها لَنْ تنْفَعَ الخُطَبُ
ماذا يُفيدُ بَنِي قَوْمِي إذا اجتَمَعُوا
لا شيءَ إنْ ندَّدُوا بالحربِ أو شَجَبُوا
وَمجلسُ الأمنِ لا أمْنًا يُوفِّرُهُ
لِكلِّ مُستضْعَفٍ في الأرضِ ينْتَحِبُ
أينَ الأُباةُ وأينَ الواقِفُونَ عَلَى
أقدَامِهِمْ أينَ أنتُمْ أيّها النُّخَبُ ؟!
سيفُ العدوّ اللَّدُودِ اليومَ قنْبُلةٌ
ذُرّيةٌ بَينمَا أسْيَافُنَا خَشَبُ
يا أهلَ غَزَّةَ لستُمْ وحدَكمْ أبداً
فاللهُ في عَوْنكُمْ والنَّصرُ مُرتَقَبُ
ويا يَهوداً تمَادُوا في جَرَائِمِهمْ
غَداً نُكَرُّ ولَنْ يُنْجيكُمُ الهَرَبُ
أما أنَا فَلَقدْ ضَاقَتْ بي السُّبُلُ
منْ حيثُ أنْ لا أؤدِّي بَعضَ ما يَجِبُ
أمامَ عيْنَيَّ أشلاءٌ مُمَزَّقةٌ
والنّارُ مِمَّا أرى في القلبِ تلْتَهِبُ
وحَارَ فِكْري أمامَ الحادِثِ الجَلَلِ
ماذا أقولُ إذا لمْ يَثْأرِ العَرَبُ
------------------------------------------------------
نقلاً عن جريدة الجزيرة السعودية
العدد 13284
الثلاثاء 15 صفر 1430
والمصادف لـ 10/فبراير " شباط " 2009