(مطر بلاغيم)

جفنٌ وعينٌ بينها بحرٌ عميقْ
والبرق يجلد ظهرهُ ...
وعواصفٌ دقت نواقيس السفنْ
في ليلة أضحت صباحْ
البحر هاج مع الرياحْ
جفن وعين بينها بين الشروق إلى الغروبْ
درب بعيدْ
رحب وسيعْ
وظلامه المحتوم دامسْ
يبقى به اليقظان ناعسْ
وحسامه من دون مقبضه نحاسْ
أيكون يوما من حديدْ؟
قلب سليم من حجرْ
كفٌّ أصابعه الإبر مثل الحديدْ
هل يستريحْ
هل يوقظ الوجْدَ الجريحْ
أذنٌ وأنفٌ في نوى
لن يستريح ْ
لن يستريحْ
جفن وعين بينها أعمار قوم قد مضوا
ومضوا على عيش رغيدْ
بل كان عيشهمُ رقيقْ
أرخى عناقيد الفؤادْ
وتمايلت أجفانه كالتمر يرخيه النخيلْ
والعين بدر منتصفْ
وكأنه الخل الجميلْ
جفنٌ وعينْ
أذنٌ وأنفْ
خدٌّ طويلْ
والنّهرُ في أقتابهِ
خمرٌ ثميلْ
هل ينقذ النحر الذبيحْ؟
أيعود للسحب المطرْ؟
كي يستريح ْ
الله يعلم وحدهُ ... قد يستريحْ