جاسم الرصيف
ـــــــــــــــــــــــــــــ
مفارقات المشهد العراقي
في ظل الاحتلال وأتباعه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفيد حكايات جدّاتنا ان : الغراب كان يتبختر بمشية جميلة ، ولكن غيرته وحماقته جعلتاه يحاول تقليد مشية الحمامة ففشل ولم يتعلمها ، وعندما اراد العودة الى مشيته القديمة وجد أنه ( ضيعها !! ) ومنذ لك اليوم يرى الغراب وهو يتقافز كالملسوع وحده دون كل الطيور ، لذا يوصف بأنه من ضيّع المشيتين .
+ + +
لست حاقدا على ( السادة ) ، ولست تابعا لمسود ، لأنني ( سيّد ) مرتين ، وفق تجنيحات المعاني السائدة في العراق ، ولكنني اتابع اخبار( السادة ) الجدد فلا ارى فيهم سيدا واحدا لنفسه في الأقل ، وهم يشاركون عهد الاحتلالين ، بأياد ملوثة بدماء الأبرياء من العراقيين ، وجيوب ملأها حقدها العجيب على كل عراقي يريد ان يكون سيدا في عراق حرّ مستقل حقا لافرق فيه بين الناس . ومن يدعي عكس ماقلت ، فليقدم لي اسما ( لسيد ) واحد ، شيعي او سني ، من المشاركين في هذه الحكومة نظيف اليد والضمير ، لأضع اسمه على جبهتي .
( السادة ) في العراق يذبحون العراقيين بخنجرين ، واحد يحمل علم ( العم سام ) والآخر موسوم بختم ( الخال الفارسي خام ) ، ولاباس من الاستعانة بابن الأخت الكردي ( طام ) اذا اقتضت الحاجة مزيدا من دماء العرب العراقيين !! ولأنهم تحولوا من ( آل بيت ) مسلم عربي معروف التأريخ والقيم الى : ( آل بيتين وثلاث ورقات ) ، فقد طلّقوا علنا قدر الله في مؤاخاته للمسلمين ، الذين يدعون انهم ( مرجعيتهم ) ، لادامت ولادام احترامها مادامت لنا دماء بريئة تنزف واموال تنهب وكرامة تنتهك !!.
واحتقروا علنا مشيئة الله في خلقنا عربا ، واحتقروا معها كل قيم ( آل البيت ) الدينية والأجتماعية ، واعلنوا منذ بدء الاحتلال انهم ضد كل ماهو عربي في العراق !! بل راحوا يستنكفون ويتعالون ، بمنتهى العنجهية المرفوعة على سلاح الاحتلالين ، على قدر الله هذا على دلالة نفيهم لعروبة مالايقل عن ( 85% ) من الشعب العراقي مازالوا يحترمون هذا القدر ، ودلالة خراب اصيل في نفوسهم راحوا يتذابحون من جرائه مع بعضهم على منصب تحت سلطان الاحتلالين وولاية بئر نفط منهوب منا .
يا لبؤس تأريخ عمّات ( السادة ) الجدد من ( آل البيتين ) !! حجّ ( بقم ) وعمرة في ( واشنطن ) !!
غربان ضيعت المشيتين !!.
عندما ثارت ( الفلوجة ) وبعدها ( الرمادي ) ضد الاحتلال ، وقبل ان يمضي شهره الأول ، سكت ( آل البيتين والثلاث ورقات ) سكوت الشريك المريب لقوات الاحتلال وهي تقصف الأهالي بالأسلحة المحرمة دوليا ، بل وسعى بعضهم علنا لمحو المدن ( الارهابية ) الثائرة ضد الاحتلال من خارطة العراق ، بعد ان محاهم عن مرض موثق مع قدر الإخوّة من ضميره الانساني الذي تحجر على موالاة احتلال اجنبي متعجرف ادمن القتل الجماعي وعدّ العراقيين مجرد صراصير او جراد يجب يمحى .
وعندما تخلى ( البيت الأسود ) لصالح ( البيت الأبيض ) ، بعد ان سحب اتباعه من المسرح ، عن المغرر بهم من العراقيين الذين جيّشوا ( لثارات الحسين ) من اهلهم وظهيرهم الحقيقي العرب السنة ، وادّوا الرسالة الفارسية بامتياز في معاقل جيش ( المهدي ) ، الذي شرب قدحا من الشاي ودخّن سيكارا ( هافانيا ) مع ( السيد ) ، كان اوّل من انقض على اولاد الخائبة مرتين في مدينة ( الثورة ) ، ببغداد ، وغيرها هم : ( السادة ) انفسهم من ابناء الخال الفارسي ( خام ) !! فماعاد العربي الشيعي البرئ من ذنوب كل الأطراف يعرف ان كان الجندي الأمريكي المعمّم الذي يطلق عليه النار فارسيا من حاضنة منظمة ( بدر ) ، ام ان الجندي ( العراقي ) الذي يفجره بأمر السادة هو امريكي متنكر .
وعندما يسمع المرء صرخات الثكالى والأطفال في مدينة ( الثورة ) ، ببغداد ، والمدن الشيعية الجنوبية التي قرفت من احتلال ( السادة ) الأيرانيين والأمريكان ، والتي مسّ عديد ضحايا غارات الاحتلالين عليها في مدينة ( الثورة ) وحدها كتف الألف وجرحاها مروا على الرقم الفين خلال شهر واحد ، يتساءل العاقل : علام اذن كانت يافطات ( الحرب الطائفية ) التي ادعت كل اطراف ( السادة ) ، سنة وشيعة ، حصول ( مظلوميتها ) في معاقلهم المسيّرة ( بالستلايتات ) الأمريكية والأيرانية ، اذا كان الاحتلال المزدوج لايرحم شيعيا ولاسنيا حتى لو جاءت براءته مختومة من كل سادة الأرض؟!.
أكانت تلك الحرب ليوم كيوم ( الفلوجة ) ، ثورا ابيض أكل في فسفور ابيض ، على أيادي ( السادة ) من ( آل البيتين والثلاث ورقات ) ، أم ليوم كيوم مدينة ( الثورة ) أكل فيه الثور الأسود في كفّ ( سيّد ) طغى في مزابل المراعي الخضراء بقوّة غيره وعربد ؟! الجواب صار معلوما واضحا الآن لعرب العراق ، سنة وشيعة : ستؤكلون واحدا بعد الآخر على ذنب ولادتكم عربا ، واول آكليكم هم ( السادة ) الجدد المصابين بسرطان الخيانة والتواطؤ مع الأجانب.
سجلوا لأنفسهم عارات يستحيل محوها !! ليس لأنهم ضيعوا المشيتين حسب ، بل لأنهم كانوا اكثر الخونة حماسا من ( اولاد العامّة ) في دلالة الأجنبي لإحتلال بلدانهم واهانة انسانية من يفترض انهم اهلهم ، حتى صارت ( الفلوجة ) ، والمدن العربية السنية ، معقلا ( للإرهابيين ) ، في عهدهم ، وصارت مدينة ( الثورة ) وغيرها من مدن العرب الشيعة معقلا ( للمطلوبين ) ، وكلاهما يحمل ذنبا واحدا هو قدر الله في خلقهم عربا رافضين للاحتلالات وعشاقا حقيقيين للحرية .
أهو قدرنا ( السئ ) نحن العراقيين ، شيعة وسنة ، ان يغرر بنا وتبقى ذقوننا ( مضحكة ) محصورة بين شق شيعي يردد اهزوجة : ( قشمرتنا المرجعية ، وانتخبنا السرسرية ) ، وشق سني تتعالى منه عتابات ( الصحوة ) والغفوة في : ( ياذيب ليش تعوي حالك مثل حالي ) !! أم انها غفلة مؤكّدة من عرب العراق عموما عن قدر الله الذي شاء لهم ان يولدوا عربا ، لاقوة لهم ولاحيلة لهم ، الاّ في وحدتهم ضد الاحتلالين تحت مرجعية واحدة ، لاتخون نفسها ولاتخون الآخرين قط هي : العراق الواحد ؟! .
+ + +
أرسل سيدنا نوح ( ع ) من سفينته الغراب رسولا باحثا عن برّ امان فلم يعد لمن ارسلوه بشارة ، وكان خائن الأمانة الأول بعد الطوفان . وهانحن نرى من ضيعوا المشيتين من ( سادة ؟! ) ، سيّدهم بعضنا علينا طوعا وعن غباء اكيد ، يعودون الينا ، ليس بشارة أمان ، بل بطائرات ومدافع اجنبية تهدم بيوتنا على رؤوسنا ورؤوس اطفالنا ، لأن بعضنا اختار طوعا الاّ يحترم قدر الله في خلقه عربيا صار هو ومن معه الهدف الأول والأخير ، بريئا كان ام ارهابيا ام مطلوبا ، لكل غاز وطامع بوطننا المحتل .
و( ياذيب ليش تعوي )؟!.