أعطيك صورة عن قلوب ميتة،

مستشفيات مات فيها الضمير و عشش فيها الإهمال و اللامبالاة:

غرفة توليد النساء بها أربع طاولات للتوليد و طاولة واحدة فقط متحركة لتلقي المولود حال الولادة ،
تخيلي هذه الحال مع أربع نساء كلهن على وشك وضع مواليدهن ، لو تعلمين كم مولودا مات لا لسبب إلا لأن الممرضة الراكضة بالعربة لم تتمكن من الوصول قبل خروج المولود ، فخرج هذا الأخير ليجد الفراغ هو الذي يتلقاه ليسقط ليرتطم رأسه الصغير مباشرة بالأرض ، ليموت في لحظته

تخيلي فلانة تأتي من الريف لتلد في المستشفى فتصرخ الممرضات عليها يلومونها لعدم بقائها في الريف لتلد بالطريقة التقليدية بين عشيرتها و قد تتعرض للضرب و الإهانة و الإحتقار لأنها ليست إبن فلان ، لأنها ريفية لا تعرف شيئا جاهلة ، يعاملونها مثل ما يعاملون الدواب،
تخيلي حين تشعر هذه المسكينة بأنها ستضع جنينها فتبدأ بالصراخ و لا ممرضة واحدة تستجيب لها فتسارع عنوة إلى طاولة الولادة رغم صراخ الممرضات عليها و سبها ليسقط جنينها و هي تصعد على الطاولة ليتدحرج جنينها على سلم الطاولة و ينتهي ميتا في الأرض