صرح وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط بالامس ان سياسة إيران في الشرق الأوسط تشكل -تهديدا للأمن القومي المصري- متهما طهران -بتشجيع حماس- على فرض سيطرتها الأمنية على قطاع غزة.
وقال ابو الغيط في تصريحات ادلى بها خلال ندوة مع أعضاء أندية الروتاري في القاهرة ونشرتها صحيفة -المصري - الأربعاء -ان التحركات الإيرانية شجعت حماس على ما فعلته في غزة وهذا يمثل تهديدا للأمن القومي المصري لان غزة على مرمى حجر من مصر-.
واضاف ان -الانتشار الإيراني في العراق يمثل تهديدا للأمن القومي المصري والعربي وهذا يلزم القاهرة بوضع قيود على العلاقات مع طهران- المقطوعة منذ 1980. و تتمة لكلامه صرح الرئيس المصري حسني مبارك اليوم بان الانقلاب الذي اقدمت عليه حماس في غزة غير مقبول ولا بد من العودة الى الشرعية تلك الشرعية التي لم تستطع مصر حمايتها عندما كان الرئيس الشهيد ياسر عرفات رحمه الله محاصرا بالدبابات الاسرائيلية في المقاطعة.بل لم تستطع حتى سحب السفير الاسرائيلي بحجة ان ذلك في مصلحة السلام.
إن السياسة المصرية التي عودتنا منذ كامب دافيد على عدم الخروج على المنطق الأمريكي والازدواجية في التعامل و النفاق السياسي تجعلني أتذكر كلمات محلل سياسي إيراني في القناةالثانية الفرنسية قبل اربع سنوات اي بعيد غزو العراق الذي قال* ان النفاق السياسي الذي تتعامل به مصر مع إيران يبعث على التعجب فهي من جهة تقول للحكومة الايرانية أنها تريد علاقات جيدة مع إيران و من جهة أخرى تحرض الدول الكبرى على ايران بدعوى انها خطر على امن الشرق الاوسط*و هذا النهج في راي تتبعه مصر حتى مع الدول العربية من جهة تنادي بضرورة الوفاق العربي و التضامن ومن جهة تسلك مبدأ ميكافيليا في علاقاتها مع عمقها العربي خصوصا اذا تعلق الامر بمصالحها مع امريكا و اسرائيل وتضرب بعرض الحائط كل مفاهيم الوفاق والوحدة المصيرية في سبيل رضا هاتين الدولتين فالعلاقات المصرية الإسرائيلية لها الأولوية على حساب العلاقات المصرية العربية .و المواقف في التاريخ كثيرة ابتداء من كامب دافيد التي لم يستفتى فيها حتى الشعب المصري و ليس نهايةبالكويتز اتفاقة التجارة مع اسرائيل و التي سعت بها الى التطبيع الاقتصادي مع اسرائيل بعد رفض الشعب المصري الابي للتطبيع السياسي.
وطالما عودنا زعيم مصر بتصريحات غريبة تتصف بالغيرة و الشجاعة و الصراحة في مواقف استثنائية هي مفترق طرق التي لا ندري في أي اطار تدخل الا في مجاراة المنطق الامريكي الحسن النية و كثيرا ما ناتي متزامنةكما ان التزامن في تصريحات و تحركات المسئولين المصريين و الأمريكيين تبعث على الكثير من الريب فلا زلت اذكر بعض المواقف مثل تصريحات الرئيس المصري ضد صدام قبل الغزو مع العلم أن أمريكا كانت تعلن جهارا نهارا انها داخلة العراق و لو تنحى صدام كما سكوتها عن تقارير مخابراتية عن تغلغل اسرائيلي في العراق في حين تتذمر تركيا العلمانية و ساستها يوما بعد يوم من ذلك. كما تلميحاته للرئيس الراحل عرفات للتقاعد و كأنه العقبة التي كانت في طريق السلام و التسارع المريب في العلاقات بين مصر و إسرائيل بعد وفاته علما بان شارون هو شارون و ان السلام المزعوم لم تجنى ثماره لليوم و تصريحاته الموجهة للرئيس السوري قبيل مشروع الكونغرس الامريكي لمحاسبة سوريا و الذي نشاهد اشواط مسلسله كل يوم . و الكل يعلم ان الأزمة اكبر من وجود سوري بلبنان او اغتيال للحريري لان المقصود أولا و أخيرا هو المقاومة اللبنانية التي عبرت بحشدها الأخير بأنها قوة تعادل القوى المناهضة للوجود السوري الذي أعطاه الإعلام الغربي الحجم الأكبر بمفهوم نصف الحقيقة الذي يتعامل به دائما مع قضايانا لذا نستبعد من الرئيس المصري الذي عودنا دائما على الصراحة في مثل هكذا قضايا أن يتجرأ على مثل ما قال رئيس الوزراء الماليزي الأسبق* مهاتير محمد*و الذي جعل من دولته في مصاف الدول المتحضرة* بان اليهود يحكمون العالم بالوكالة*او بكلام اقل حدة في حق إسرائيل بل رمي الكرة في الملعب السوري و الايراني و حماس مع ان التجربة مع العراق أكدت لنا بان أمريكا لن تتوقف حتى تجرد سوريا او ايران او حماس من كل ملابسها مثلما فعلت مع العراق لتسوي الارض لمشروعها الشرق الاوسط الكبير الذي قال عنه *شيمون بيريز* ان الامر ليس دكتاتوريات او ديمقراطيات بل درجة تقبل هاته الدول لاسرائيل* و تبين لنا يوميا كوريا الشمالية و إيران المنطق الذي يجب التعامل به مع أمريكا و اللغة التي تفهمها.
فالقول بان عرفات صار عقبة في طريق السلام و ليس شارون ليعزل عرفات في المقاطعة بعدها و صدام هو سبب مآسي الامة ليست كامب دافيد او العقبة لتدمر العراق بحجج واهية بعدها.و ايران و سوريا هي الخطر الاكبر الذي عليه ان يغير سياسته و ليست اسرائيل او امريكا لتحاصر سوريا سياسيا بل عربيا بعدها. لسنا ندري هو لخدمة من ؟؟؟؟؟
فالظاهر ان سياسة مصر كامب ديفيد تعتبر كل ما هو تهديد لامن اسرائيل القومي تهديدا لامن مصر القومي بدعوى البراغماتية السياسية و هاته البراغماتية للاسف تناقض حتى مبدا البراغماتية فاذا كان العبرة بالنتائج فالنتائج الى أسوأ . و ليت الساسة المصريين استلهموا مما قاله المفكر المصري*جمال البنا*إن من الخير أن ننظر إلي المستقبل البعيد وأن نتعلم من دروس التأريخ ومن ضرورات الوقائع من هو عدونا الحقيقي؟ وأن نتخذ الضمانات هذه كلها توحي لنا: لماذا لا نوثق علاقتنا بإيران؟ ولماذا لا نعقد معها اتفاقية دفاع مشترك؟ ألا يكون هذا هو نهاية اللعبة التي تلعبها أمريكا، والتي جعلتها تغزو أفغانستان والعراق ثم بيروت*. ورغم اني لا اتفق تماما مع السياسة الايرانية وارى فيها حلما بالامراطورية الفارسية الكبرى التي تحلم بالسيطرة على الخليج العربي من جديد لكني ارى ان ايران هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي لها استراتيجية تقاطعت فيها المصلحة السياسية مع احلام الشعب الايراني ووضعت الاقدام لتحقيق ذلك فلماذا لا نتعلم منها فالحقيقة الجيوبوليتيكية هي التي تفرض نفسها هي أن الدولة الوحيدة التي بينها وبين مصر عداوة بحكم وضعها وتأريخها والتي قامت حروب عديدة بينهما ارتكبت فيها إسرائيل الفظائع والمجازر وقتلت آلاف الجنود في الصحراء المحرقة بسيناء، وإسرائيل تضع خططها لتحقق المليون السابع سنة 2020 وعندئذ ستضيق بها رقعتها، ومن المؤكد أنها ستضع الخطط لتأخذ سيناء مرة اخرى. فاستعداء ايران ليس في مصلحة مصر و لا العرب فالاخير التعلم منها او العمل على استراتيجية تضمن الامن القومي المصري الذي هو جزء لا يتجزأ من أمن قومي عربي تحدد فيه الاهداف و الاعداء بوضوح بدل الدعارة السياسية التي لم نجني منها الى الخيبات على حد قول عصمت عبد المجيد وزير خارجية مصر الاسبق*سعينا الى علاقات جيدة مع اسرائيل خدمة للاهداف العربية لكن امريكا لا تعرف في المنطقة غير مصالح اسرائيل* افلا تتعضون.فيا ساسة مصر*هلال شيعي و لا نجمة داوود*.