من وحي شاعرنا الكبير نزار قباني :


مدي بساطي واملأي أكوابي ..
وانسي العتابَ فقد نسيتُ عتابي



بغداد
شعر / ماجد الرقيبة .
فتى الفيروز .



بَغْدادُ .. قد قذف الزمانُ رِكابي ..
وأباح قافلتي .. وكل طلابي


بغدادُ إن تبك الزمانَ فكم بكى ...
زمنٌ عليك بحسرةٍ وغِلابِ !


ما زلتِ رغم البعد نبأةَ صارخٍ ..
متلهفٍ .. يجري بغير صواب


ما زلتِ ألحاناً سكنَّ مسامعي ..
ورشفْنَ أحزاني ، ووهم سرابي


بغدادُ ! ضميني ، فإني مُتْعَبٌ ..
ومُلَطَّمٌ .. نهب الشقاءُ شبابي



ومتيمٌ ، خُضْتُ الغرام فلم أجدْ
في الحب غير بليَّةٍ وكِذابِ


كل المدائن دون حسنك وجهها ..
ومجاهلٌ ، سُكنت بليلِ خَرَابِ


وعوانسٌ شاخ الزمانُ بعينها ...
والعُمرُ فيك مُجَدَّدُ الأثوابِ


بغدادُ ! يا حَرَم الجمال ألم تزلْ
للحب كل خميلــةٍ ، وقبابِ ؟


أم لم يزلْ للكرخِ أنَّةُ مُتْعبٍ ..
نشوانَ يبكي على الأعتابِ ؟


ما زلتُ أذكرك بكل قصيدةٍ ..
حفظ الزمانُ بصفحةٍ وكتابِ !


ما زلتُ أذكرك ، فأنت حبيبتي ..
وحبيبةٌ بقيتْ على الأحقابِ


لا تأسفي إني بعدتُ ، فلم أزلْ
أحياك حٌبّاً ماثلاً بغيابي


فالليلُ أذكرهُ شموعَ صبابةٍ ...
ولهانةً .. ذابتْ لغير أيابِ


والكرخُ أذكره ، وكيف دموعُهُ ..
سالت على الخدين عند ذهابي


أهواكِ يا بغدادُ ! حُبكِ في دمي !
يجري ويسقيني بلا أكوابِ


أهواك يالحن الخلود فقبلي ...
وجهي ، وضمي غربتي وعذابي


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ