السّؤال السّادس
ـ هل يقوم النّقد بدوره المطلوب في الرّقابة على الأدب؟
زاهر جميل قط
إن أهم وظيفة تليق بالنقد الأدبي ويليق بها، هي البناء من خلال التنبيه، والتوجيه، والتسديد، والتثقيف، أما (الأديب) الذي يتوجس خيفة من الناقد، فليس أديبا في شيء، والأدب منه براء، وكذلك الناقد الذي لا هم له سوى التهافت على نفاق (الأديب) ومجاملته، فما هو بناقد في واقع الحال، وإن ظل يدعي هذه الصفة ويزعمها، ولا صلة له بالنقد من قريب أو من بعيد، والنقد في منأى عنه، ولن يدنو منه حتى يدخل الجمل في سم الخياط ...
ثم إن السؤال يظل مطروحا في شأن ما يؤديه ناقد الأدب المعاصر من وظيفة: هل يقوم بواجبه كما يجب، ويؤدي وظيفته على الوجه المطلوب؟ أم أنه هجر الواجب، وصار ممن يمدحون (الأديب) بما ليس فيه، وممن ينسبون إليه ما ليس أهلا له؟
يكفي أن نجيب باقتضاب في هذا المقام على ما تقدم من استفهام قائلين: ليس النقد الأدبي المعاصر على شاكلة واحدة، وليس نقاد الأدب على ضرب واحد، فثمة نقد ونقاد بكل ما في التسميتين من معنى، وثمة (نقاد) و(نقد) باسم على غير مسمى، وصدق العليم الخبير إذ يقول في كتابه العزيز، بعد بسم الله الرحمن الرحيم:
"... كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ، فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء، وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ، كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ"
صدق الله العظيم
سورة الرعد الآية 17
حياكــــــــــــــــــــم الله

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com