شرود من الكلم أصيدها
*****
حدثنا عيسى بن هشام قال:
"نهضت بي إلى بلخ تجارة البز، فوردتها وأنا بعذرة الشباب، وبال الفراغ، وحلية الثروة، لا يهمني إلا مهرة فكر أستقيدها، أو شرود من الكلم أصيدها، فما استأذن على سمعي مسافة مقامي أفصح من كلامي، ولما حنى الفراق بنا قوسه أو كاد، دخل علي شاب في زي ملء العين، ولحية تشوك الأخدعين، وطرف قد شرب ماء الرافدين، ولقيني من البر في السناء، بما زدته في الثناء، ثم قال: أظعنا تريد؟ فقلت: إي والله، فقال: أخصب رائدك ولا ضل قائدك، فمتى عزمت؟ فقلت: غداة غد، فقال:
صباح الله لا صبح انطلاق*وطير الوصل لا طير الفراق"
(مقامات أبي الفضل بديع الزمان الهمذاني/من المقامة البلخية)
*****
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com