هؤلاء هنّ نساؤنا يا أهل الحرية !!!.........

أم المجاهدين ورمز التضحية والوفاء لدين الإسلام, ونصرة الحبيب المصطفى
محمد -صلى الله عليه وسلم -عاهدت نفسها على أن تكون هي وزوجها وأبناءها
فداء لأمة الإسلام, ورفع كلمة التوحيد ..
شهدت المجاهدة العظيمة غزوة أحد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصحبه ,
فلم يهنأ لها عيش أن تبقى في بيتها , والمسلمون قد خرجوا للجهاد في سبيل الله !!..
لا بد لها أن تخرج معهم, وتنزل ساحة الوغى لتضرب الأعداء بقوة يقينها
وثبات إيمانها..
فتداوي جرحى المسلمين , وتسقيهم وتروي ظمأ عطشهم ..
لن يكفيها هذا !!..
بل ستنطلق إلى ما وراء الحدود لتقف سدا منيعا وتدافع عن
الرسول محمد حبيبها !!...
هاهي -أم سعيد -بنت الصحابي الجليل- سعد بن الربيع –
تحدثنا عن المرأة الصابرة ,والفدائية البطلة أم عمارة في غزوة أحد فتقول :
دخلت على أم عمارة , فقلت لها :
حدثيني عن خبرك يوم أحد ..
فقالت الفدائية المجاهدة :
( خرجت أول النهار إلى أُحد وأنا أنظر ما يصنع الناس .. ومعي سقاء فيه ماء , فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أصحابه , والدولة والريح إلى المسلمين – أي : النصر والغلبة للمسلمين – فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فجعلت أباشر القتال , وأذبّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأرمي بالقوس حتى خلصت إليّ الجراح) !!..

فقالت أم سعيد : فرأيت على عاتقها جرحا له غور أجوف ..
إنها المرأة المؤمنة , الفدائية المجاهدة ,المربية الفاضلة والداعية الصابرة :

أم عمارة

نسيبة بنت كعب

الذي قال فيها فاروق الأمة عمر بن الخطاب- رضي الله عنه –
وهو يتحدث عنها بلسان الحبيب المصطفى في يوم أحد :

(( ما التفت يمينا ولا شمالا إلاّ وأنا أراها تقاتل دوني )) ..

تلك هي الصحابية الجليلة,المبايعة لله ولرسوله على النصر,
أو الشهادة في سبيل الله في بيعة الرضوان ..

والله إنها لبيعة عظيمة شهدتها تلك الصحابية الجليلة
وما أجلها وما أعظمها من بيعة !!...
كيف لا!! ؟؟..
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحاب هؤلاء البيعة :

( أنتم اليوم خير أهل الأرض )
..أخرجه البخاري

والله إن هؤلاء لمجموعة فريدة من الجيل البشري !!..
أجل مجموعة فريدة من الجيل الإنساني حين بايعوا رسولهم وحبيبيهم
والله حاضر وشاهد على بيعتهم ..
هنيئا لك يا أم عمارة وقد شهدت مع تلك الجماعة الفريدة المسلمة
تلك اللحظة المضيئة المشرقة الذي شهد لها الوجود بأكمله حين
رضي الله عنهم , ويد الله فوق أيديهم وهم يبايعون النبي الأميّ تحت الشجرة
على الجهاد في سبيل الله , ونصرة الإسلام والمسلمين ..
هؤلاء هنّ أمهاتنا يا أهل الحرية والديمقراطية !!..
هؤلاء هنّ أمهاتنا يا أهل الإصلاح والتغيير !!..
هؤلاء هنّ أمهاتنا يا من تطالبون بتحرير المرأة !!..
هؤلاء هنّ أمهاتنا ويكفينا فخراً وعزّةً بأننا من أصلابهن!!....
فكانت والله مثال المرأة المسلمة والمربية الصالحة ,
والمجاهدة العظيمة التي تغار على دينها ,
وتدافع عن حبيبها النبي الأمي صلوات الله عليه وصحبه وسلم !!..
كيف لا ؟؟..
وقد سمعت حبيب الأمة وقائدها العظيم وهو يدعو لها ولأولادها في غزوة أحد :
( اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة )..
لتقول للحبيب :
( ما أبالي ما أصابني من الدنيا )

أي والله لن تبالي ما أصابها من الدنيا ,
وحبيب الله يدعو لها برفقته من الجنة ..
ما أعظمها وما أرقها وما أجلها من دعوة !!..

هذا هو وليدها حبيب بن زيد الذي نشأ في مدرسة الإيمان,
وحب الله ورسوله ...
يقع أسيرا بين يدي المرتد الكافر :
مسليمة الكذاب- لعنه الله -
ويقف أمامه وقفة الأبطال العظماء ,
ووقفة الصمود والثبات لعقيدته وإخلاص إيمانه ,
ويرفض أن يكفر بالله وأبى إلا أن يشهد أن:
لا إله إلا الله محمد رسول الله
وهو أسيرا في يد المجرم المرتد مسليمة الكذاب!!!؟؟.....
فلم يكن من الوغد إلا أن يأمر بتقطيع جسده قطعة قطعة وهو يشهد:
أن لا إله إلا الله محمد رسول الله!!...
وتخرج أم عمارة لقتال المرتد الكافر مسليمة الكذاب
في معركة اليمامة لتشهد مصرع قاتل وليدها حبيب بن زيد ..
أقبلت المجاهدة الصابرة أم عمارة- نسيبة بنت كعب- لتأخذ
من ثأر ولدها في معركة اليمامة ,وكانت حريصة على أن تقتل
المجرم الكافر بيديها ,ولكن سبقها إليه ولدها ,
وقتله ليريح الإسلام والمسلمين من طغيانه وكفره وإلحاده ..
أيقنت تلك المرأة المؤمنة , بأن الله المنتقم الجبار لن يترك الطغيان
والظلم , ولم يدعهم دون عقاب..
والله لن يخلف وعده , إن الله عزيز ذو انتقام!!!..
ما أشبه اليوم بالبارحة!!...
فالطغيان والظلم والكفر على مرّ الزمان والتاريخ لم يتغير !!!...
هاهي أمنا في بلاد الرافدين , وفلسطين الحبيبة رفضت الظلم والطغيان ,
ورفضت أن تدنَس أرضها, بل عاهدت نفسها على الجهاد في سبيل الله ,
وأن تعيش بكرامتها حتى ولو قتلوها وقطّعوها إربا إربا!!!..

إنها أمّنا البطلة الصامدة التي رسمت لنا على صفحات مسرى الحبيب ,
وأرض العراق و بغداد الرشيد أسمى معاني التضحية والصمود والفداء!!!...
سلام عليك يا أمنا في فلسطين الحبيب , وعراقنا الجريح
وأنت تواجهين اليوم الحرب الشرسة الصليبيةالأنجلو الأمريكية ,
وقد عاهدت الله على نيل إحدى الحسنيين !!...
سلام عليك وعلى رجالك الأبطال يا أمنا الجريحة !!...



بقلم : ابنة الشهباء