مازالت نظرية الأمن الإسرائيلي هى المحرك الرئيسي للتفكير لدى القيادة الإسرائيلية
وهذه النظرية هدفها النهائي هو تحقيق الحلم الإسرائيلي بإنشاء إسرائيل الكبرى من النيل للفرات

وهى تتحدث عن العوامل المثالية لتنفيذ خطوات هذا الحلم وعن وسيلة تنفيذه ثم تتحدث عن أسلوب ضمان أمن إسرائيل الكبرى بعد النجاح فى إنشائها
والوسيلة المعتمدة طبقا لهذه النظرية لتنفيذ حلم إسرائيل الكبرى هى الحرب أي تحقيق الحلم بقوة السلاح

وتشترط هذه النظرية عدة شروط لتقوم إسرائيل بمهاجمة الدول العربية لتحقيق الحلم الإسرائيلي

أولا يجب أن يكون الجيش الإسرائيلي أقوى من كل الجيوش العربية مجتمعة فإسرائيل تعتبر العرب جميعا من المحيط إلى الخليج ضمن العدائيات المحتملة وخاصة بعد مشاركة العديد من الجيوش العربية فى حرب أكتوبر

ثانيا أن تكون الجيوش العربية فى حالة شديدة من الضعف تمنعها من مقاومة الجيش الإسرائيلي أو تكبيده خسائر كبيرة

ثالثا أن تكون الدول العربية فى حالة من الضعف والتمزق والتناحر الذى يمنع قيام أي شكل من الوحدة بينها وبما يضمن عدم فتح جبهتين على إسرائيل كما حدث فى حرب أكتوبر 1973

رابعا أن يكون هناك حليف دولى قوى يساند إسرائيل ويمدها بالسلاح والعتاد ويمنع المجتمع الدولي من التدخل للتصدى للعدوان الإسرائيلي

ثم تتحدث النظرية عن ضرورة تقسيم باقى الدول العربية إلى دويلات صغيرة تتناحر فيما بينها بحيث تتمكن إسرائيل من السيطرة على ثرواتها بعدما تصبح هى اكبر وأقوى دولة فى المنطقة لضمان السيادة والسيطرة
هذه هى نظرية الأمن الإسرائيلي

ولننتقل الآن للواقع الحالي
الجيش الإسرائيلي فى أقوى حالاته بعد تسليحه بأحدث الأسلحة الأمريكية وأقواها مع احتفاظ إسرائيل بكل ما تملكه من أسلحة دمار شامل كيماوية وبيولوجية ونووية
أنا لا اعرف حالة الجيوش العربية التى يتسلح معظمها بالأسلحة الأمريكية ولكنى لا اعتقد أن أمريكا ستعطى العرب أسلحة يمكن بها أن ينتصروا على إسرائيل أو يلحقوا بها خسائر فإذا أضفنا تدمير الجيش العراقى وتخلى ليبيا عن برامجها لإنتاج بعض الأسلحة وما هو متوقع أن تحذو بعض الدول العربية حذوها يصبح واقع الحال لا يحتاج إلى كلمات

وطبعا حالة التمزق والضعف العربى لا تخفى على أحد
والحليف الأمريكي موجود وجاهز بعد أن انفرد وحده بقيادة العالم وأصبح العالم كله يخشى أين تقع الضربة الأمريكية القادمة
ويصبح السؤال
ترى ماذا تنتظر القيادة الإسرائيلية لتبدأ فى تنفيذ الحلم الإسرائيلي ؟؟

أرأيتم الكارثة التى تعيشون فيها ؟؟
كل حاضركم ومستقبلكم مرتبط بقرار القيادة الإسرائيلية وحساباتها الخاصة
اعتقد أننا جميعا مدانون لرجال فلسطين الاستشهاديين ورجال المقاومة العراقية الأبطال ولمواقف سيد الرجال الشيخ حسن نصر الله ورجاله أبطال حزب الله
ترى متى تنتبهون ؟؟
أرجو ألا يكون الوقت قد فات

اعلم أنها كلمات مزعجة ولكن صدقونى الاحتلال الإسرائيلي الأمريكي سيكون أكثر إزعاجا وانظروا ما يحدث لأهلنا فى فلسطين والعراق فهذا مستقبلنا جميعا إذا استمر إصرارنا على الاحتفاظ بغفلتنا ورفضنا أن ننتبه قبل فوات الأوان هذا إذا لم يكن قد فات فعلا

لا تلتفتوا لكلماتي فهى مجرد هلوسات عاشق أضناه الشوق إلى عين حبيبته
أنا ذاهب لالتمس بعض الأمان فى أعماق عينيها

جمال النجار
مجرد واحد من بتوع العيش الحاف
والموت فى الحرب والضرب بسن الكعب
مجرد واحد من الشعب