ألا أيها الأسد ألا انجلي

[مصطفى طاهري]

السلام عليك سيدي مصطفى

إذا الانظمة لا تهمها الارواح أو الدمار أو ..فهل نكون مثلها غير مبالين في التورط في العمل المسلح و دفع وطننا الى الاسوء ؟
ثم ان نقول ان الانظمة لا تهمها الارواح او الدمار ، هذا تعميم مبالغ فيه لأن الواقع غير ذلك و النظام ليس مجرد شخص واحد مئة بالمئة شرير..، النظام يضم جميع فئات المجتمع من الحارس الى الموظف الى المسؤول ، الى الطبيب في المستشفى العسكري، و هم أهل بعضهم ، الموظف الحكومي قد يكون اخوه الاصغر بطال.. الطبيب في عيادة خاصة قد يكون ابنه جنديا .. . هؤلاء اهل بعضهم و الارحام و الانساب متداخلة بغناهم او فقرهم .. الجندي ليس آلة وحشية ، الجندي إنسان له اهله تماما مثل ذلك البطال ..مثل ذلك الموظف .. مثل ذلك الشرطي .. هؤلاء مع بعضهم يكونون مجتمعا واحد مهما ضم الصالح و الطالح..الصلاح و الاخلاق ليست حكرا على فئة ... هناك فعلا تجاوزات لكن التجاوزات لا تحدث دائما من جانب واحد، ابسط مثال ان اي مظاهرات ليست معصومة من الخطأ و العنف و التجاوزات و الاشتباكات و قد يتورط فيها المتظاهرون و قوات الامن على حد سواء،
لذلك ان نركن الظلم لجهة واحدة و الحق للجهة الاخرى تقسيم لا يجب ان يكون لأنه لا يعكس الحقيقة ، الحقيقة قد تختلف تبعا لكل قضية و ظروفها و اسبابها ..

ثم ماالذي حققته الثورات ؟ ؟
بصراحة لست أرى إلا أن الغرب صار اكثر وقاحة و صفاقة في تدخلاته..و حكومات الخليج تنعق خلفه بلغة العنف و تحريض العنف..

نحن كذلك لسنا مع الظلم و القمع ، و قلوبنا تتفتت حزنا و ألما لما آلت إليه الاوضاع خاصة الانسانية..
لكن الحق لا ينتصر إلا بحقن دماء ابناء البلد الواحد و بتقوى الله و خشيته في ارواح الناس..و في الاخلاص له و للوطن .. و امتلاك شيء اسمه روح المسؤولية
الحق ليس حليفا لمن استبد او ظلم لكنه لا يكون ايضا حليف الارهابي الذي يفجر و يذبح و يخطف و ينفذ الاعدامات الميدانية..
الحق لا يكون مع من ينتظر دعم الغرب و تدخلاته..
الحق لا يكون متورطا في الدم ملطخا به

فأين هو الحق الصافي الخالي من كل ذلك ؟ بكل اسف حتى العنف المضاد ساهم في طمره..

الحق هو في حقن الدماء و الرحمة بجميع الارواح .. و ليس في انتصار طرف على طرف على انهار الدماء..و ارواح الناس..
لن يكون هناك اي انتصار .. لقد تلطخت الارض بدماء جميع ابنائها و ضمت جثثهم جميعا..
لن يكون هناك إلا حداد.. و حداد.. و حداد.. على ارواح كل ابنائها دون استثناء..

تحياتي لكم..

أختي الكريمة ماجدة
لو تتفضلين وتقرئين معي هذه الفقرة التي توضح مواصفات الأنظمة الديكتاتورية :

-قمع الشعب داخل الدولة ومحاولة إثارة الفتن بالدول المجاورة .

-الإبقاء على تخلف الشعب حتى يمكن السيطرة عليه من خلال جهله.

-تكييف العلوم والإعلام ومناهج التدريس والمقررات بما يتناسب مع سياسته وأهدافه.

-محاربة وتكفير عمليات التفكير المنطقي عند المناهضين له.

-العمل بكل الوسائل والطرق على توجيه أنظار الشعب نحو عدو وهمي إذا لم يوجد هناك عدو .

ونحن نعرف جيدا عدو أنظمتنا المشجب الذي يشغلون به الشعوب في كل مكان وفي كل زمان

دون أن يقوموا إلا بالشجب والتنديد ،بل يتم الاعتداء على الأرض والممتلكات ولايحركون ساكنا

أو سكينا لأن السكين والسيف للشعب .

-استغلال الدين والعاطفة والقومية لتثبيت الحكم والفكر الخاص عند الشعب.

-الإبقاء على حالة الفقر العامة للشعب حتى يبقى منشغلا بطلب لقمة العيش .

-نشر التفاهات والأساليب القذرة لإلهاء نظر وفكر الشباب عن آليات الحكم .

-بناء جهاز مخبراتي قوي ونشيط لشق صفوف الشعب ليعرف كيف يتحكم فيه .

-تشكيل الشعب من طبقات معينة تناسب بقاءه في الحكم مثل طبقة الثراء الفاحش وطبقة الفقر المدقع.

ألا ترين أن كل هذا ينطبق مئة بالمئة على النظام الذي تحاولين الدفاع عنه ؟
وما المجموعات المسلحة إلا ذلك العدو الوهمي ، والثورة بدأت سلمية والعالم كله يعرف ذلك وما المجموعات المسلحة
إلا الشبيحة وأمثالها التي تقتل وتعدم الأطفال والنساء والشيوخ
وتدمر المساكن اللآمنة .

عار أن نحاول أختاه المحترمة تغطية نور الشمس بالغربال .

مع تقديري الكبير لشجاعتكم على فتح هذا الحوار وقبول طرح آرائي
للنقاش ، حيث يمكن لكم حذف مشاركاتي وكتاباتي بل منعي من المشاركة
وحذف اسمي نهائيا من المنتدى .

مودتي