وطائرٍ مكسورِ الجناحِ
أنثاهُ تطيرُ في سراحِ
أشجاني مصابُهُ كبيرُ
يمشي على الأرض ولا يطيرُ
لمّا يحطُّ السربُ أرْضا يفرحُ
يأتي إليه لهِفًا فيسرحُ
يروم أنثاه وينتحي بها
أسرارٌ بينهما جاءت بها
تُطَمْئِنُ الكسير تشفي حالَهُ
بالأمس كانت السما مجالَهُ
غدا جريحا يحتسي آلامَهُ
هذا عذابٌ ينتشي أنغامَهُ
جار الزمان فسقاهُ ألمَا
وهْو الزمان في الورى كم ظَلمَا
لكنَّني ألفيته شجاعا
أبان أنَّ لِلجريــح باعا
ما أروع الكسير في تغريدِهِ
يضفي عذوبة على نشيدِهِ
يحنو على الأنثى بنفش ريشِها
بدتْ فحولةٌ على شريكِها
بالمنقار يتبادلانِ
لثْما فالحبَّ يتقاســـمانِ
لمشهدٍ تحركتْ أشجـــــاني
كان الكسير وسط الإخوانِ
إذ لاح أمر أفزع الطيـــورا
هل من سبيلٍ غيرَ أنْ يطيرا
طار الجميع في السما وراحوا
إهتزَّ لكنْ خانهُ الجنـــــاحُ.