سيف الإسلام القذافي يعلن عن جهل سقوط النظام الليبي

(( المنطقة تمر بزلزال وعاصفة تغيير كبيرة ، كنا نتوقع منذ فترة طويلة تغييرات كبيرة إن لم تأت من الحكومات تأت من الشعوب ، هناك عناصر معارضة تعيش في الخارج وعندهم كثيرين من الأعوان في الداخل وبدأوا في تقليد ما حدث في مصر بعمل استباقي في بنغازي تطور إلى فتنة كبرى وحركة انفصالية، ليبيا ليست تونس ومصر، إذا حدث تفكك ستنقسم إلى ثلاث دول باعتبار أن فيها ثلاث ولايات كبرى وقد تندلع حرب أهلية، ليبيا أيضا ليست تونس ومصر لأنها قبائل وعشائر، ليبيا ليست تونس ومصر لأن فيها نفط هو الذي وحد ليبيا، في حال حدوث حرب أهلية سيتم حرق النفط ولن يستفيد منه أحد، ما يواجه ليبيا اليوم خطير جدا قد يعود بها إلى الوراء لعقود، نواجه اليوم اختبارا كبيرا وتاريخيا"
خطاب مسجل لسيف الإسلام القذافي يوم الأحد 20 فبراير 2011.

أعلن ضمنا وعن جهالة سيف الإسلام نجل معمر القذافي في خطاب تهديدي له يوم الأحد 20 فبراير 2011 سقوط النظام الليبي وتبخر الثورة الليبية المكذوبة.
في خطابه بالأمس تطاول نجل القذافي على الليبيين وعلى العرب والمسلمين بكلماته التهديدية التي تدل على غباء سياسي، ولا عجب فالوالد غبي والولد أغبى، والشبل من ذلك الأسد، و الدرص من ذاك الفأر.
لقد قلنا في مقال سابق أن القذافي رجل دموي أكثر من زين العابدين وحسني مبارك، وهاهو ذا الآن يقتل ويتمادى في القتل، بل وأطلق يد خنفسه ولده ليقتل هو أيضا، وقد هدد بحرب أهلية الشيء الذي يعني استعداهما لحرق ليبيا، ثم الفرار، هذا إذا نجيا ولن ينجوا..
لن ينجو القذافي وسيفه الصدئ من العقوبة، فالرجلان دمويان والشعب الليبي هو من أنجب عمر المختار، فسينتصر أحفاد عمر المختار على الكورسيكيين..
لقد كشف في خطابه اتصال وزير الخارجية البريطاني به، وفي ذلك معنى كبير، فالظاهر أن بريطانيا قد بدأت تشوش على عملائها للإطاحة بهم، وقد فعلت ذلك نفس أمريكا، ولكن ليس مبدأ، فقد قامت الثورة المصرية تلقائيا، ثم ركبتها أمريكا حتى لا تخرج من يدها، وهذا هو الحاصل للأسف، فحسني مبارك لا يزال في شرم الشيخ، والاتصالات به لم تزل مستمرة، وأذنابه مثل المشير الطنطاوي لا يزال ماسكا بالجيش يخذل الثورة ويعمل على الالتفاف عليها، وكذلك الشأن في تونس التي انطلقت ثورتها بتلقائية، ثم اتجهت نحو مصلحة بريطانيا ونفوذها إذ لا يزال الأمر بيدها عن طريق الغنوشي..
ليبيا بالقذافي كما أشرنا سابقا تمثل النفوذ الإنجليزي، وما يروج في بريطانيا عن أن انقلابا عسكرياً يتم تنفيذه، ويقوده نائب رئيس الأركان المهدى العربى ما هو إلا بداية النهاية للقذافي وليس للنفوذ الإنجليزي.
العالم اليوم لم يعد يقبل بأنظمة الحكم في العالم العربي على شاكلة الملكيات، فقام يشوش عليها للإطاحة بها، وقد حصل ذلك في ليبيا بتلقائية لا تخلو من تأثر بالإنترنت وفيه جهات عديدة، ثم جاءت الأحداث على غير ما كان يتوقع القذافي لتكشف هشاشة الحكام العرب وهشاشة أنظمتهم، ولتزيد من اتساع الهوة بينهم وبين شعوبهم، فالشعوب لا تقبل حاكما عربيا واحدا، والغرب فطن لهذه القناعة، ولذلك يعمل على ألا تنفلت الأمور من يده وهو على استعداد للاستعمار من جديد تحت ذريعة أو أخرى..
اتصل وزير الخارجية البريطاني بسيف الإسلام القذافي ليخبره بنهاية نظام مهزلة الثورة الليبية والكتاب الأخضر، وقد رفض سيف الإسلام، وبرفضه وقع في الشَّرَك كما وقع حسني مبارك مع فرق بين الاثنين إذ الأخير لا يزال في قوة مادام الجيش لم يلق به في مزبلة التاريخ..
اتصل أوفاما بحسني مبارك هاتفيا ورتب معه سيناريو التنحي عن الحكم فطلع على الناس بتصريح يقول فيه أن خبرا سارا سيأتي من مصر وهو خطاب مبارك من أجل التنحي، صحيح أنه لم يكشف السر ولكن القرائن تؤكد ذلك غير أن مبارك كما القذافي مع فرق بينهما؛ مغرور، خطب ورفض الإملاءات الأجنبية ويقصد بها إملاءات أمريكا وأوباما علما بأن مصر بعبد الناصر والسادات ومبارك هي عملية لأمريكا، فاعتمد على الجيش لحمايته وتخلى عن العمالة في الظرف الراهن وليته يلتجأ إلى شعبه ليحميه حقيقة، بل التجأ إلى الجيش الذي سينقلب عليه وقد يقدمه للمحاكمة، أما سيف الإسلام فقد تخلى هو أيضا عن العمالة لبريطانيا ظنا منه أنه سيعيد ليبيا إلى سابق عهدها وهيهات هيهات، فالرجل قد أخطأ خطأ مميتا سيكلفه حياته ويكلف أباه حياته أيضا..
..........
طنجة الجزيرة
طنجة في: 21 فبراير 2011