الإبداع الفنّي
بين الوالد والمتلقي
كتبها: فيصل الملوحي
۱ - الإبداع ولادة متعسرة،،، لا تخضع لعلوم أبدعها الإنسان،
ولا لتطور في نفس المبدع كتطوّر الجنين في بطن أمه...
إنه عالم مجهول،
مجهول من المبدع،
وممن يتلقى هذا الإبداع..
فدع عنك ما يقال:
حياة الشاعر، والبيئة والتاريخ.. وعلم النفس ( الذي لمّا يبلغ الحلم )،
( لكن لا تجعل قولي ذريعة فتغض النظر عن قراءة البيئة والتاريخ... )
إن الإبداع أعقد من كل ذلك!!
ولا مجال أن تقول : صدق الشاعر أو كذب الشاعر،
فالصدق والكذب تعبير صحيح أو خاطئ عن واقع ملموس
فلا تدّع أنك غصت في أعماق عملية الإبداع!!
إننا مع نصّ ، نقرؤه، نحلله لغوياً كما رُكّب لغويا.
فلا تفكّر بمنهج آخر! !
۲ - أما هذا الوليد، فيتلقّفه المربون والمنشّئون..
فيصنعونه على عيونهم كيف يشاؤون...
العمل الأدبي ليس صورة واحدة..
إنه صور ... تتكاثر بتكاثر المتلقين...
و إبداعات... تتراكم بتراكم الذواقة...
فإن عبّرت عن النصّ بفكرة أو صورة أووجدان...
فلا تقل هذه فكرة والد النص أو صورته أووجدانه!!!
إنها انعكاسات من مرآة المتلقي المبدع!!
إن كلَّ متلقّ أديب يلد لنا من هذا العمل عملاً أدبياً جديداً يخصّه و يتناغم معه،
يبدعه ويركّبه ، ويحلله لنفسه،
لن تجد ناقداً يكرر ناقداً آخر..
إنها سلسلة طويلة من الأعمال، يمسك كل ناقد بحرف منها!!