عَزْفٌ مُنْفَرِدٌ عَلَى الهَجْهُوجْ[1]
محمد علي الرباوي
دَنْ دَدَدَنْ دَنْ..
دَنْ دَدَدَنْ دَنْ..
جُنَّ جُنُونِي
لَمَّا عَوَّلْتُ عَلَى مَجْنُونِ
دَنْ دَنْ دَنْ دَنْ دَدَدَنْ
دَنْ دَنْ دَنْ
****
دَنْدِنْ دَنْدِنْ سِيدِي مِيمُونْ[2]
دَنْدِنْ بِالْهَجْهُوجِ الْمَيْمُونْ
دَنْدِنْ دَنْدِنْ سِيدِي مِيمُون
إِنِّـي بِالْمُوسِيقَى مَفْتُونْ
دَنْدِنْ..
دَنْدِنْ..
جُنَّ جُنُونِي
دُلُّونِي
يَا أَهْلَ الْحَالِ عَلَى حَالِي..دُلُّونِي..
دُلُّونِي الْيَوْمَ عَلَى مَنْ يَفْتَحُ لِي
فِي شَلاَّلِ الدَّهْشَةِ بَابَا..
دُلُّونِي..
دُلُّونِي الْيَوْمَ عَلَى مَنْ
يَكْتُبُ لِلْمَجْنُونِ حِجَابَا
يُنْجِينِي مِنْ دُجْنَةِ جَوْفِي
جَمْرَةِ خَوْفِي
غَابَةِ وَسْوَاسِي وَظُنُونِي
ثُمَّتَ يَعْرُجُ بِي
-حِينَ يَهُبُّ لَهِيبُ الدَّجْنِ-
ِإلَى مَلَكُوتِ جُنُونِي
دُلُّونِي..
دُلُّونِي الْيَوْمَ عَلَى مَنْ
يَجْعَلُ صَدْرِي سَكَناً لِمُلُوكٍ
يَتَشَوَّكُ غُصْنُ الزَّيْتُونِ
إِذَا شَاهَدَ فِي عَرْشِهِمُو أَهْدَابَا
دُلُّونِي
يَا أَهْلَ الْحَالِ عَلَى حَالِي.. دُلُّونِي
دُلُّوا الْقَلْبَ عَلَى مَيْمُونِ الْمَجْنُونِ
بِهَزَّاتِ الدَّفِّ الْمَسْكُونِ
بِأَطْيَافِ الْحَرْفِ الْمَفْتُونِ
بِأَسْرَارِ الصَّفِّ عَسَاهُ يَرَى
فِي الْكَفِّ غَلاَئِلَ صُبْحِي الْمُلْتَفِّ عَلَى
بَابِ الْمَنْصُورِ..عَسَاهُ
يُبَخِّرُ لِي
-فِي اللَّيْلِ الْمُسْبَلِ-
بِالشَّبِّ وَبِالنَّدِّ وَبِالْحَرْمَلِ..
يُخْرِجُنِي مِنْ صَحْوِي الْمُبْتَلِّ
يُنَصِّبُنِي سُلْطَاناً تَأْتَمِرُ الْجِنُّ بِأَحْوَالِي
إِذْ تَسْمَعُ بَيْنَ جِبَالِ بَنِي مَلاَّلِ[3]
لَيَالِي مَوَّالِي
ﭐلْمَعْجُونِ بِصَلْصَالِي الْمَسْنُونِ
فَدُلُّونِي يَا أَهْلَ الْحَالِ عَلَى حَالِي
دُلُّونِي بِاللهِ عَلَيْكُمْ دُلُّونِي
****
دَنْدِنْ دَنْدِنْ سِيدِي مِيمُونْ
دَنْدِنْ بِالْهَجْهُوجِ الْمَجْنُونْ
دَنْدِنْ دَنْدِنْ سِيدِي مِيمُون
اَلْمُوسِيقَى تُحْيِي الْمَسْكُونْ
دَنْدِنْ.. دَنْدِنْ
دَنْدِنْ دَنْدِنْ..
****
مَيْمُونُ رَفِيقَ الشُّعَرَاءِ
إِمَامَ الفُقَرَاءِ
يَا ذَا الثَّوْبِ الأَزْرَقِ
وَالطَّاقِيَةِ[4] السَّوْدَاءِ
عَوَّلْتُ عَلَيْكَ لِتَفْتَحَ بِالنُّونِ عُيُونِي
لَكِنِّي مَاكُنْتُ – وَأَنْتَ تَسِيحُ بَعِيداً
فِي قَصْرِكَ بَحْرِكَ – أَعْلَمُ أَنِّي
عَوَّلْتُ عَلَى مَجْنُونِ
جُنَّ جُنُونِي
لَمَّا عَوَّلْتُ عَلَى مَجْنُونِ
......................................
قُدَّ قَمِيصُكَ مِنْ أَعْلاهُ إِلَى أَسْفَلِهِ
لَكِنَّ قَمِيصِيَ مَا قُدَّ
فَهَلْ كُنْتُ أَنَا أَعْقَلَ مِنْكَ
أمَ ﭐنِّي كُنْتُ أَنَا أَكْثَرَ مِنْكَ جُنُونَا؟
مَا قُدَّ قَمِيصِي وَأَنَا الْمَجْرُورُ بِسِحْرِ القَوْسِ
أَنَا الْمَسْرُورُ بِسَهْمَيْهِ
أَنَا الْمَخْمُورُ بِكَأْسَيْهِ
وَعَلَى إِنْشَادِ تَوَاشِيحِي فِيهِ حَرِيصُ
مَا قُدَّ قَمِيصِي
هَلْ كَانَ عَلَى جَسَدِي الْهَشِّ قَمِيصُ؟
دُلُّونِي يَا أَهْلَ الْحَالِ عَلَى حَالِي
دُلُّونِي بِاللهِ عَلَيَّ لِأَغْسِلَ بِالضَّوْءِ الأَزْرَقِ صَلْصَالِي
دُلُّونِي..
****
يَامَيْمُونْ..
اَلسَّرْحَةُ
إِذْ مَلَكَتْ قَلْبَ الْمَجْنُونْ
مَا قَتَلَتْهُ
مَا أَحْيَتْهُ
لَكِنْ أَعْطَتْهُ
كَأْساً مِنْها خَرَجَ النُّورُ البَسَّامُ
أَضَاءَ قُصُورَ الشَّامْ
يَامَيْمُونْ..
اَلْمَجْنُونْ
وَهْوَ يَشُقُّ عُبَابَ الضَّوْءْ
لَمْ يَعْرِفْهُ الْمَوْتْ
لَكِنْ تَأْتِي عَرَبَاتُ الْبَحْرِ بِأَخْبَارِهْ
يَامَيْمُونْ
غَازِلْ بِأَنَامِلِ قَلْبِكَ أَوْتَارَ الْهَجْهُوجْ
فَدَمِي بِالْمُوسِيقَى مَمْزُوجْ
دَنْدِنْ.. دَنْدِنْ..
دَنْدِنْ حَتَّى يُسْتَخْرَجَ مِنْ جَوْفِي قَلْبِي فيُشَقّْ
دَنْدِنْ حَتَّى يُغْسَلَ بِالثَّلْجِ النَّاعِمِ قَلْبِي فَيَرِِقّْ
دَنْدِنْ حَتَّى يَضْرِبَ خَيْمَتَهُ الْبَحْرُ
بِمُرَّاكُشَ أَوْ وَجْدَةَ أَوْ زَرْهُونْ..
دَنْدِنْ دَنْدِنْ سِيدِي مِيمُونْ
دَنْدِنْ بِالْهَجْهُوجِ الْمَجْنُونْ
دَنْدِنْ..دَنْدِنْ..دَنْدِنْ..دَنْدِنْ..
فاس: 3/5/1999
[1]- مزامير الشيخ الكامل
* الهجهوج : آلة وترية مغربية.
[2] - سيدي ميمون : شخصية إفريقية مقدسة في المخيال الشعبي، تتداخل وسيدُنا بلال. تَحْضُرُ روحُ هذه الشخصية الصوفية عندما يصل كناوةُ إلى أقصى درجات النشوة.
[3] - مدينة مغربية.
[4]- اَلطّاقِيَّةُ، خُفِّفَتْ الياءُ في النص للضرورة.وهي غطاء للرأس من الصوف أو القطن ونحوهما.