تصاحب فقيه شاب مع رجل يناهز الخمسين من عمره وكان أميا ، وتعرفا على بعضهما ، وتجاذبا أطراف الحديث وكانا يحثان السير إلى أن غابت عنهما الشمس وأدركهما الليل في قرية لايدخلها إلا العلماء وحفظة القرآن ،فكر الفقيه الشاب في حيلة وأطلع صديقه على الخطة المتفق عليها.......
تقدم الشاب ووسع الطريق مدعيا أن صاحبه هو شيخه ،واستقبلهما أهل القرية بحفاوة وأرادوا أن يعرفوا قدر الضيفين من العلم ، فأعطى الرفيق الإشارة وحرك رأسه ليبدأ الشاب في تجويد كتاب الله....
انبهر الحاضرون ، وتهللت وجوههم وقالوا...إذا كان هذا مجرد متعلم فشيخه بحر من العلم....وقدموا لهما مالذ من الطعام ،من شواء ودجاج محمر....
وقبل أذان الصبح ،نهض الشاب وأيقظ صاحبه، ليشقا طريقهما قبل أن يكشفهما أهل القرية، لكن الرفيق رفض ترك الولائم وبقي نائما .....
في الفجر أيقظوه وأقسم عليه فقيه القرية أن يصلي بهم تيمنا ببركته ،تلعثم الرجل في الكلام واعترف بأنه ليس شيخا وقص عليهم قصته ،فأشبعوه ضربا عقابا على فعلته وطردوه من القرية ....