أبجد هوز
ألف:
تساءل مرة ثانية: لم لا تتركني و شأني؟ ليست المرة الأولى التي تلاحقني هذا الصباح، حاول تحاشيها لمرات عديدة، أسرع في خطواته، ودخل بسرعة ألى مدخل العمارة، مكث لحظة ليست بالقصيرة، حتى تأكد، أو اعتقد أنها تاهت عن اللحاق به. فتح باب مدخل العمارة و اطل بحثاً عن أثر لها، لما تأكد أن لا وجود لها، و انها انصرفت، أسرع في مشيته، و ولج المقهى، اقتعد مقعداً قرب النافذة المطلة علىالشارع الرئيسي، أقبل النادل بفنجان قهوة و جريدة، و وضعهما فوق المائدة، قدم التحية و انصرف....احتسى من فنجان القهوة و أخرج سيجارة أشعلها وعب نفساً عميقاً إيذاناً بنخب الفوز عليها، تصفح الجريدة، و إذا به يحس بصوتها يلاحقه ثانية، انتقته من بين كل زبناء المقهى، اقتربت منه، حامت حوله، بصوتها المزعج.حاول الابتعاد عنها دون لفت انتباه الحاضؤين.لم يفلح في ذلك، جمع كل ما يملك من قوة، و هوى عليها بقيضة يده، انتظر قليلاً، رفع يده، رآى أثر الدم على الطاولة، أقبل النادل مسرعاً نحوه وقال في غيظ، وهو يمسح الطاولة: كم مرة نبهتك إلى عدم قتل الذباب بهذه الطريقة. إنك بذلك تزعج رواد المقهى.
أبو كمال التطواني
تطوان /المغرب