أبعاد غارة العدو على سوريا!إد.ماجد توهان الزبيدي
هجوم الطيران الحربي للعدو الصهيوني على مركز أبحاث عسكري سوري مؤخرا دليل على الشوط الذي قطعه الإتفاق الروسي الاميركي على الخطوط الرئيسة لحل الأزمة السورية التي بدات تدخل عامها الثالث من دون حسم علىالأرض،فضلا عن تصريحات زعيم إئتلاف المعارضة السورية ، معاذ الخطيب بموافقته على التحاور مع النظام السوري الحاكم لحل الأزمة،مما يعني ان العدو يريد حصته في الكعكة بعد ان رفضت القيادة السورية بدمشق فك إرتباطها بالمقاومة العربية الباسلة في لبنان وفلسطين،بناء على طلب متكرر من العدو والإدارة الأميركية.
كذب العدو الصهيوني كعادته في أن الغارة إستهدفت قافلة إمداد عسكرية لحزب الله كانت متوجهة من الحدود السورية،عندما صرح مصدر عسكري سوري أن الغارة إستهدفت مركز أبحاث عسكري سوري،بعد تحليق لطيران العدو إستمر لخمس ساعات على جانب الحدود الفلسطينية ثم اغار خلال عشرين ثانية على المركز العلمي!إ
تدرك قيادة العدو كما يدرك متابعون إستراتيجيون كثر،أن الجيش العربي السوري إستلم مؤخرا من الروس، منظومة دفاع جوي جد متقدمة على صعيد التعامل مع سلاح الجو الأميركي والغربي،بعد ان إستفاد الروس كثيرا من الصمود العسكري السوري أمام حركات المعارضة السورية المسلحة من الغرب والشرق ،وباتت روسيا لأول مرة من سقوط دولة الإتحاد السوفياتي، تعود مجددا للندية مع الولايات المتحدة وبداية تلاشي احادية القطبية الأميركية في حل مصائر البشرية!
ويبدو لي ان ثمة هدفا آخر كان العدو يرجوه من غارته العسكرية ضد هدف علمي عسكري سوري هو محاولة الحصول على تردد الأمواج الرادارية الموجهة لبطاريات الصواريخ للإنطلاق على أهدافها،كما حصل اثناء العدوان الصهيوني على قوات الثورة الفلسطينية صيف عام 1982م.عندما كشفت اجهزة التنصت والتشويش الإلكتروني في سلاح الجو للعدو ترددات رادارات الصواريخ السورية في منطقة البقاع اللبنانية،مما أدى إلى إسقاط حوالي سبعين طائرة سورية!
لكننا لو ذهبنا للشهور القليلة التي سبقت حرب تشرين \رمضان المجيدة عام 1973م لوجدنا غارات شبه إسبوعية لطيران العدو من اللاذقية إلى الحسكة مرورا بحمص وحماه والعاصمة دمشق من دون أن ترد الصواريخ السورية او تفتح امواج راداراتها ليأتي عصر السادس من تشرين الأول\اكتوبر \رمضان ويرى العرب السوريون واشقائهم العرب في عموم الوطن العربي والعالم كيف تتساقط الطائرات الصهيونية كما يتساقط الفراش من حول النار او الضوء! 1
وثمة امر آخر يجدر بنا ان نلحظه في الحديث عن هذا الموضوع هو -بصراحة- أن جهدا مخصصا من جهود المعارضة العسكرية المسلحة السورية ينحصر دوره في قصف مواقع الصواريخ ومنظومة الدفاع الجوي للدولة السورية على مدار اللحظة، الأمر الذي أربك الجيش العربي السوري الباسل وجعل جزءا من قواه تنشغل في حركات مستمرة من النقل والتمويه لمواقع بطاريات الصواريخ.
ستشهد الاسابيع القادمة ظهور معادلات وحقائق جديدة على صعيد الازمة السورية وبالتالي على حاضر ومستقبل وطننا العربي،بعد ان بدات الأدارة الأميركية تدرك ان مصالحها الإستراتيجية في المنطقة ليست في التحالفات مع قوى عربية نفطية ومتطرفةوإسرائيلية على صعيد حاضر ومستقبل سوريا بل بالتفاهم مع الروس الذين سيضعون كل ثقلهم العسكري والأمني لصالح الصمود السوري بهدف العودة الروسية لثنائية القطبية ورعاية البحث عن الكنز الغازي الهائل أمام الساحل السوري الذي تؤكد الإكتشافات أنه يزيد عن 800 مليار متر مكعب من الغاز و200 مليار برميل من النفط !!أضف إلى ذلك أن الأس الاعظم للحرب شبه الكونية ضد سوريا هو أس الطاقة،وهو بإختصار مد انابيب النفط العربي الخليجي إلى أوروبا واميركا الشمالية عبر سواحل سوريا ولبنان في ضوء إرتفاع اسعار التامين على ناقلات النفط وإرتفاع تكلفة نقله عبر آلاف الكيلو مترات عبر البحار والمحيطات ورأس الرجاء الصالح! دون تجاهل التهديدات الإيرانية العسكرية التي تستخدم تلك التهديدات بذكاء مقابل السير ببرنامجها النووي المدني والعسكري!! ومن دون ان نتجاهل أن الحرب الضروس الدائرة في شوارع سوريا من اهدافها الرئيسة إسقاط الدور الإقتصادي لروسيا!! من خلال التخلي الأوروبي عن النفط والغاز الروسي!وكل ذلك لايمكن ان يتم من دون إزالة النظام السياسي الحاكم في دمشق،لحساب نظام سياسي آخر موال لميركا والغرب!!-
وإذا ماتم ذلك -لاسمح الله-واعتقد انه لن يتم،فإن العدو سيدير الدول الأربعة السورية التي ستنشأ، على أنقاض الدولة الحالية،وسيتلاشى حزب الله وتتلاشى القدرات الإقتصادية لإيران ولروسيا،،مما قد يعيد السيادة التركية على مدن الموصل واربيل والسليمانية ودهوك، ومدينة النفط الكبرى كركوك!دون أن ننسى أن الحرب بعد ذلك مباشرة ستتجه لبغداد !!!مما سيمهد لحرب مذهبية عربية داخلية قد تستمر لعقدين متواصلين من الزمن ،وتكون نتيجة كل ذلك تهويد القدس واجزاء واسعة من الضفة والجولان للابد! و"باي باي" دولة فلسطينية!!
وعودة لجوهر مقالة اليوم ،يقول الكاتب للعدو: ان الأمور بخواتيمها!! وهي خواتيم قادمة لامحالة ولن تكون لصالحه ولا لصالح عملاء اميركا وكل من يتآمر ضد وطنه!!الأمور تغيرت ياعزيزي!!(1\2\13